Sei sulla pagina 1di 38

‫التنظيم القانوني للتكليف بالمناصب اإلدارية واإلعفاء منها‬

‫التنظيم القانوني‬
‫للتكليف بالمناصب اإلدارية واإلعفاء منها‬

‫ محمود عبد علي حميد الزبيدي‬.‫د‬


‫كلية القانون الجامعة المستنصرية‬

Legal Organization of Assigning to and Relief


of Administrative Posts

Dr. Mahmood Abid Ali Hameed Al-Zubaidi


College of Law, University of Al-Mustansriyah, Baghdad / Iraq
Dr.Mahmood94@yhoo.com

13
2019 ‫ لسنة‬- )1( ‫ العدد‬- )1( ‫ المجلد‬- ‫مجلة كلية اإلسراء الجامعة للعلوم االجتماعية واالنسانية‬

‫المستخلص‬
‫للتكليف بالمناصب اإلدارية إلنها تظهر كطريقة لتغيير القيادات اإلدارية من دون‬
‫إنهاء الرابطة الوظيفية بينهم وبين اإلدارة فهي تكلف موظفيها ومن ثم تعفيهم من ذلك‬
‫ مستخدمة‬،‫التكليف وفقا ً لسلطتها وامتيازاتها مستهدفة في ذلك تحقيق المصلحة العامة‬
‫ ويمتنع القاضي‬،‫تولي مهام المنصب بطريق الوكالة التي تتمتع تجاهه بصالحيات واسعة‬
‫اإلداري عن النظر في قرارات اإلدارة التي تصدر بإعفاء شاغلي المناصب اإلدارية وكالة أما‬
‫ فإن اإلدارة ال تتمتع بسلطة تقديرية واسعة في إنهاء تكليف‬،‫شغل المناصب اإلدارية أصالة‬
‫ اذ يترتب على االعفاء من المناصب االدارية تغيير المراكز القانونية للموظف الذي‬،‫شاغليها‬
‫ فيراقب القاضي االداري القرارات التي فيها تعسف في استعمال السلطة فيلغيها‬،‫يشغلها‬
.‫أو يبقيها‬
.‫ المناصب اإلداري‬،‫ اإلعفاء‬،‫ التكليف‬:‫الكلمات المفتاحية‬

Abstract
The research summary; of the assignment of administrative positions it ap-
pears as a way to change the administrative leadership without terminating the
association only between them and the administration , it costs its employees and
thus exempts them from that mandate in accordance with its authority and priv-
ileges in order to achieve the public interest , using the functions of office in the
way. The agency , which enjoys wide powers, and the administrative judge shall not
consider the decisions of the administration issued by the exemption of the admin-
istrative positions of the exemption of the administrative positions of the agency
either to occupy managerial positions on its own , the administration does not have
broad discretionary authority to terminate the assignment of the incumbents , as
the waiver of office Administrative.
Key words: Assignment, Relief, Administrative post

14
‫التنظيم القانوني للتكليف بالمناصب اإلدارية واإلعفاء منها‬

‫المقدمة‬

‫أوالً‪ :‬التعريف بالموضوع وأهميته‪:‬‬


‫تتمتع اإلدارة بوسائل وامتيازات وسلطات في ممارسة نشاطها وفي تعاملها مع‬
‫األفراد غير معروفة داخل نطاق العالقات الفردية وذلك لتمكنها من تحقيق أهداف النشاط‬
‫اإلداري وهي أهداف عامة‪ ،‬بأفضل وجه ممكن‪ ،‬لذلك كان لإلدارة أن تصدر قرارات بإرادتها‬
‫الفردية ومن جانب واحد في حق األفراد ترتب من خاللها حقوقا ً لهم وتفرض عليهم‬
‫التزامات وواجبات معينه‪ ،‬وفي مقابل تلك االمتيازات التي تتمتع بها اإلدارة في مواجهة‬
‫األفراد‪ ،‬فقد يفرض عليها القانون بعض القيود في ممارسة نشاطها اإلداري والتي تعد‬
‫قيودا ً أشد من القيود المفروضة على النشاط الفردي‪ ،‬منها التزام اإلدارة بإختيار أفضل‬
‫األشخاص وأكثرهم خبر ًة ونزاهة وكفاءة إلدارة المناصب القيادية في دوائها حتى إذا لم‬
‫تجد من تتوفر فيهم تلك الشروط تقوم باستخدام سلطتها بتكليف من تراه هي األكفأ لشغل‬
‫تلك المناصب من بين موظفيها لمدة معينة هي تحددها وتراقب عمل ذلك الموظف ودوره‬
‫في قيادة المرؤوسين وتحقيق االنسجام بينهم لتحقيق هدف المؤسسة أو الدائرة‪ ،‬وبخالفه‬
‫تبادر اإلدارة إلى إنهاء تكليفه بإعفائه من ذلك المنصب‪.‬‬
‫وتظهر أهميه هذا الموضوع في إنه يظهر كطريقة لتغيير القيادات اإلدارية من دون‬
‫إنهاء الرابطة الوظيفية بينهم وبين اإلدارة فهي تكلف موظفيها ومن ثم تعفيهم من ذلك‬
‫التكليف وفقا ً لسلطتها وامتيازاتها مستهدفة في ذلك تحقيق المصلحة العامة‪ ،‬مستخدمة‬
‫تولي مهام المنصب بطريق الوكالة التي تتمتع تجاهه بصالحيات واسعة‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬مشكلة البحث‪:‬‬


‫لقد نظم قانون المحافظات غير المنتظمة في إقليم رقم(‪ )21‬لسنة‪2008‬المعدل‪،‬‬
‫اإلعفاء من المناصب العليا والتي تغلب عليها الطابع السياسي في الحكومات المحلية‪ ،‬ولم‬
‫يتناول المشرع لإلعفاء بالتنظيم في قانون الخدمة المدنية رقم(‪ )24‬لسنة‪1960‬المعدل‪،‬‬
‫بالرغم من استعماله بشكل كبير من قبل دوائر الدولة والقطاع العام حتى أصبح عرفا ً‬

‫‪15‬‬
‫مجلة كلية اإلسراء الجامعة للعلوم االجتماعية واالنسانية ‪ -‬المجلد (‪ - )1‬العدد (‪ - )1‬لسنة ‪2019‬‬

‫معمول به عند شاغلي المناصب اإلدارية القيادية والعليا‪ ،‬وقيام بعض دوائر الدولة المرتبطة‬
‫ً‬
‫واصفة إياه بأنه إنهاء‬ ‫بوزارة وغير المرتبطة بوزارة بإصدار أوامر بإعفاء شاغلي المناصب‬
‫للعالقة الوظيفية وليس إنهاء التكليف بمهام منصب معين‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬تقسيم البحث‪:‬‬


‫قسمنا موضوع البحث الى مبحثين نخصص المبحث األول‪ :‬لماهية التكليف واإلعفاء‬
‫اإلداري وطبيعته القانونية‪ ،‬وسنقسم هذا المبحث في مطلبين نخصص األول‪ :‬لتعريف‬
‫التكليف واإلعفاء اإلداري وتمييزه عن غيره‪ ،‬ونخصص المطلب الثاني‪ :‬للطبيعة القانونية‬
‫للتكليف واإلعفاء اإلداري وأنواعه‪ .‬ونخصص المبحث الثاني‪ :‬إلجراءات التكليف واإلعفاء‬
‫وآثاره القانونية‪ ،‬وسنقسم هذا المبحث إلى مطلبين‪ :‬نخصص األول‪ :‬إلجراءات تكليف شاغل‬
‫المناصب اإلداري إعفاءه منها‪ ،‬ونخصص المطلب الثاني‪ :‬ألثاره القانونية على شاغل‬
‫المنصب اإلداري‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫التنظيم القانوني للتكليف بالمناصب اإلدارية واإلعفاء منها‬

‫المبحث األول‬
‫ماهية التكليف واإلعفاء اإلداري وطبيعته القانونية‬
‫يعد مصطلح تكليف الموظف بالمنصب اإلداري ومصطلح اإلعفاء منه من‬
‫المصطلحات المألوفة في الوظيفة العامة إذ ترد في األوامر اإلدارية التي تصدر من اإلدارة‬
‫يراد بها تكليف الموظف بمسؤوليات أحد المناصب اإلدارية‪ ،‬وقد تصدر كذلك أمرا ً أخر‬
‫يتضمن إعفاءه من المنصب ذاته‪ ،‬وبالرغم من ذلك لم ينظم القانون المصطلحين بشكل‬
‫واضح من حيث الماهية واآلثار والمعنى‪ ،‬لذلك سنتناول هذا المبحث في مطلبين نخصص‬
‫المطلب األول‪ :‬لماهية التكليف بالمناصب اإلدارية واإلعفاء منها‪ ،‬ونخصص المطلب الثاني‪:‬‬
‫للطبيعة القانونية لتكليف الموظف بالمناصب اإلدارية واإلعفاء منها‪.‬‬

‫المطلب األول‬
‫ماهية التكليف بالمناصب اإلدارية واإلعفاء منها‬
‫لقد أثارت التطبيقات اإلدارية والقضائية لمصطلح التكليف واإلعفاء من المناصب‬
‫اإلدارية وجهات نظر مختلفة لمعنى كل من التكليف واإلعفاء ولم نجد اتفاقا ً عليه بين‬
‫الجهات اإلدارية والقضائية‪ ،‬لذلك سنتناول هذه المصطلحات بالتعريف اللغوي واالصطالحي‬
‫في الفرع األول ونخصص الفرع الثاني‪ :‬لتمييزها من غيرها من المصطلحات التي قد‬
‫تتشابه معه من حيث المعنى واآلثار في الحياة القانونية‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫تعريف التكليف بالمناصب اإلدارية واإلعفاء منها‬
‫لألهمية التي يتمتع بها كل من مصطلحي التكليف واإلعفاء في الوظيفة العامة والذي‬
‫يكثر استعماله في مجال تولي المناصب القيادية في دوائر الدولة‪ ،‬لذلك سنتناولها‬
‫بالتعريف في البنود اآلتية‪:‬‬

‫‪17‬‬
‫مجلة كلية اإلسراء الجامعة للعلوم االجتماعية واالنسانية ‪ -‬المجلد (‪ - )1‬العدد (‪ - )1‬لسنة ‪2019‬‬

‫لغة واصطالحاً‪:‬‬‫البند األول _ تعريف التكليف ً‬


‫ِيف‪ :‬مشقة‪ ،‬تكالف‪،‬‬ ‫كلف األمر‪ :‬تحمله على مشقة‪ ،‬تَكل ٌ‬‫لغة‪ :‬تَ َ‬‫‪ - 1‬تعريف التكليف ً‬
‫"سئم تكاليف الحياة" (((‪.‬‬
‫‪ - 2‬تعريـف التكليـف اصطالحـا ً‪ :‬لـم يـرد فـي قوانين الخدمـة المدنيـة بوصفها‬
‫الشـريعة العامة لتولـي الوظيفة العامـة تعريفا ً للتكليـف في المناصـب اإلدارية(((‪ .‬وإن‬
‫مـا ورد فـي القوانيـن الخاصة كقانـون الخدمـة الجامعية رقـم (‪ )23‬لسـنة ‪ ،2008‬لم‬
‫يكـن تعريفـا ً وإنمـا ذكـره كمصطلـح إلضافـة مهـام لموظـف الخدمـة الجامعيـة‬
‫(التدريسـي) يقـوم بهـا في إطـار تكليفـه بأعمـال وظيفية في أوقـات الدوام الرسـمي‬
‫وفـي العطـل السـنوية‪ ،‬على أن يكـون هذا التكليـف بأوامر تصـدر من الرئيـس اإلداري‬
‫(رئيس الجامعة) أو من إدارة الكلية (كمجلس الكلية) (((‪.‬‬
‫ولكون المشرع في اغلب األحيان ال يتناول المصطلحات بالتعريف والتفصيل تاركا ً‬
‫ذلك إلى الفقه وأحكام القضاء‪ ،‬فقد ذهبت المحكمة اإلدارية العليا المصرية في قضائها‬
‫إلى تعريف التكليف اإلداري بأنه‪( :‬أداة استثنائية للتعيين في الوظائف‪ ،‬فإذا ما تم شغل‬
‫المكلف للوظيفة العامة بمقتضى تلك األداة يصبح ملزما ً بالقيام بأعباء الوظيفة وواجباتها‬
‫وفي نطاق خاص ينطوي على مساس بحرية المكلف في العمل بإلزامه بتأدية ما يكلف به‬
‫من مهام وظيفية دون االعتداد برضائه وقبوله من عدم قبوله للتكليف وإن امتنع عن‬
‫تأديتها طبقت عليه العقوبات) (((‪.‬‬
‫ونستخلص من التعريف أعاله العناصر اآلتية‪:‬‬
‫‪ .1‬التكليف أداة استثنائية للتعيين ال تتوقف على رضاء المكلف وقبوله‪.‬‬
‫‪ .2‬عدم االعتداد برضاء المكلف بالمهام الوظيفية وقبوله من عدمه‪.‬‬

‫ينظر جبران مسعود‪ :‬رائد الطالب المصور معجم لغوي عصري‪ ،‬دار العلم للماليين‪ ،‬لبنان‪ ،2005 ،‬ص‪.93‬‬ ‫‪- 1‬‬
‫ينظر قانون الخدمة المدنية المصري رقم(‪ )81‬لسنة‪ .2016‬وكذلك قانون الخدمة المدنية العراقي رقم(‪)24‬‬ ‫‪ -2‬‬
‫لسنة‪1960‬المعدل‪.‬‬
‫ينظر المواد (‪/4‬ثانياً) و(‪/7‬أوال ً ‪/‬ثانياً) و(‪/10‬ثالثاً) و(‪/16‬أوالً) من قانون الخدمة الجامعية العراقي رقم(‪)23‬‬ ‫‪ -3‬‬
‫لسنة‪ .2008‬منشور في الوقائع العراقية بالعدد(‪ )4074‬في ‪.2008/5/12‬‬
‫ينظر حكم المحكمة اإلدارية العليا في مصر في الطعن رقم(‪ 500‬لسنة‪29‬ق‪ -‬جلسة ‪ )1978/1/10‬أشار إليه د‪.‬‬ ‫‪ -4‬‬
‫محمد حسن علي وأحمد فاروق الحميلي‪ :‬الموسوعة العملية في نظام العاملين المدنيين بالدولة طرق شغل الوظيفة‬
‫العامة‪ ،‬دار الكتب القانونية‪ ،‬مصر‪ ،2004 ،‬ص‪.32‬‬

‫‪18‬‬
‫التنظيم القانوني للتكليف بالمناصب اإلدارية واإلعفاء منها‬

‫‪ .3‬بالرغم من المساس بحرية الموظف عن طريق إلزامه بتولي المهام الوظيفية‬


‫المكلف بها‪ ،‬إال إن التكليف يفرض على الموظف القيام بالمهام الملقاة على‬
‫عاتقه على وفق األمر اإلداري الصادر بتكليفه‪.‬‬
‫‪ .4‬تعرض الموظف الممتنع عن المباشرة بالمهام المكلف بها بموجب األمر‬
‫الصادر بتكليفه للعقوبات االنضباطية ألن إمتناعه عن القيام بالمهام المكلف‬
‫بها مخالفة لواجباته الوظيفية المقررة قانوناً‪.‬‬
‫وإذا كان التكليف وسيلة إستثنائية للتعيين ال تلجأ إليها اإلدارة اال في حالة الضرورة‪،‬‬
‫فقد تجد أساسها القانوني والفلسفي في تمكين الدولة من االستفادة من خدمات بعض‬
‫ذوي المؤهالت الخاصة والتي ال يتيسر لها بطرق االختيار العادية االستفادة منهم لعزوفهم‬
‫عن العمل باإلدارة مفضلين عليها العمل خارجها لصالحهم الخاص أو مكتفين بوظيفتهم‬
‫العادية غير راغبين بمناصب قيادية في اإلدارة لقناعتهم بأن عملهم بأي موقع في اإلدارة‬
‫هو يؤدي خدمة للجمهور ويحقق المصلحة العامة‪ ،‬وطبقا ً لألساس القائم عليه نظام‬
‫التكليف وبما يتضمنه من عنصر إلزام فإن مجال إعماله ال يكون إال في مواجهة المكلف‪،‬‬
‫وبنا ًء على ذلك فإن لإلدارة إذا ثبت لها عدم صالحية الموظف المكلف لممارسة أعمال‬
‫الوظيفة المكلف بها أمكن لها إعفاءه من ممارسة مهام المنصب المكلف به‪ ،‬ألن إعفاءه‬
‫أكثر جدوى للمصلحة العامة من اإلبقاء عليه(((‪..‬‬

‫لغة واصطالحاً‪:‬‬ ‫البند الثاني‪ :‬تعريف اإلعفاء ً‬


‫لغة‪ :‬بأنه (أعفني) من الخروج معك أي دعني منه‪ ،‬و(إستعفاه)‬ ‫‪ - 1‬يعرف اإلعفاء ً‬
‫من الخروج معه أي سأله (اإلعفاء) (((‪ .‬وأعفى إعفاءً‪ ،‬من األمر أذن له في االمتناع عن القيام‬
‫به‪ " ،‬أعفاه من الخدمة العسكرية " أي براه من األمر (((‪.‬‬
‫‪ - 2‬أما تعريف اإلعفاء اصطالحاً‪ :‬لم يتطرق الفقه والقضاء اإلداري إلى تحديد ماهية اإلعفاء‬
‫من المناصب اإلدارية في تعريف واضح‪ ،‬لذلك يمكن أن نعرف اإلعفاء من المناصب اإلدارية بأنه‪:‬‬

‫‪ -1‬ينظر د‪ .‬محمد محمود ندا‪ :‬انقضاء الدعوى التأديبية‪،‬ط‪ ،1‬دار الفكرة العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،1981،‬ص‪.319-318‬‬
‫‪ -2‬ينظر محمد بن أبي بكر عبد القادر الرازي‪ :‬مختار الصحاح‪ ،‬دار الرسالة‪ ،‬الكويت‪ ،1983 ،‬ص‪.251‬‬
‫‪ -3‬ينظر جبران مسعود‪ :‬رائد الطالب المصور معجم لغوي عصري‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.93‬‬

‫‪19‬‬
‫مجلة كلية اإلسراء الجامعة للعلوم االجتماعية واالنسانية ‪ -‬المجلد (‪ - )1‬العدد (‪ - )1‬لسنة ‪2019‬‬

‫(إنهاء تكليف شاغلي المناصب القيادية من ممارسة المهام التي كان يشغلها بأمر صادر من جهة‬
‫إدارية عليا وبنا ًء على الشروط القانونية التي تراها مناسبة وال يعني ذلك إنهاء خدمته في الوظيفة‬
‫العامة)‪ .‬ومن التعريف أعاله يمكن أن نستخلص عناصر اإلعفاء اإلداري وهي كاآلتي‪:‬‬
‫‪ .1‬وجود أمر سابق بتكليف الموظف من لدن اإلدارة للقيام بخدمة عامة من دون‬
‫طلب منه أو رضاه‪ ،‬فاألصل أن يتم التكليف بقرار يصدر من اإلدارة (مجلس‬
‫الوزراء أو الوزارة أو مجلس المحافظة) من دون رضا أو موافقة الموظف المكلف‪،‬‬
‫وقد تلجأ اإلدارة ألسلوب التكليف عندما تكون الحاجة ماسة لشغل بعض المناصب‬
‫القيادية بسرعة أو لوجود نقص في األشخاص المؤهلين لشغل تلك المناصب(((‪.‬‬
‫وأن تولي الموظف العام لمهام منصب قيادي في دوائر الدولة والقطاع العام‬ ‫ ‬
‫على وفق القانون يكون كاآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬رئيس الدائرة‪ :‬هو وكيل الوزارة والمدير العام و‪ ....‬وأي موظف آخر‬
‫يخول سلطة رئيس دائرة بقرار من مجلس الوزراء‪.‬‬
‫ب‪ -‬الرئيس المباشر‪ :‬هو رئيس الشعبة أو رئيس الوحدة التي ينتمي اليها‬
‫الموظف مباشر ًة‪.‬‬
‫ت‪ -‬الرئيس األعلى‪ :‬الوزير أو رئيس الدائرة أو من يخوله (((‪.‬‬
‫ث‪ -‬المناصب العليا‪ :‬وهم المديرون العامون ومديروا الدوائر ورؤساء األجهزة‬
‫األمنية في حدود المحافظة (((‪.‬‬
‫‪ .2‬أن يصدر أمر اإلعفاء من لدن سلطة إدارية عليا‪ ،‬كمجلس الوزراء أو الوزير‬
‫المختص إذ يجب أن يكون اإلعفاء صادر من السلطة ذاتها التي أصدرت أمر‬
‫التكليف إستنادا ً لقاعدة توازي االختصاص‪.‬‬
‫‪ .3‬أن اإلعفاء من المنصب القيادي ال يعني انقطاع الرابطة الوظيفة للموظف‬
‫العام‪ ،‬وإنما انتهاء دورة في قيادة من كان يرأسهم من الموظفين عند توليه‬
‫مهام المنصب وعودته إلى ممارسة مهام وظيفته السابقة‪ ،‬على أن يتم إعفاء‬
‫شاغل المنصب اإلداري وفق السلطة التقديرية لإلدارة‪.‬‬

‫‪ -1‬ينظر د‪ .‬أنور أحمد رسالن‪ :‬الوظيفة العامة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1994،‬ص‪.134‬‬
‫‪ -2‬ينظر المادة (ثانيا) من قانون الخدمة المدنية رقم(‪ )24‬لسنة ‪1960‬المعدل‪.‬‬
‫‪ -3‬ينظر البند (ثامناً) من المادة (‪ )1‬من قانون المحافظات غير المنتظمة في إقليم رقم(‪ )21‬لسنة ‪2008‬المعدل‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫التنظيم القانوني للتكليف بالمناصب اإلدارية واإلعفاء منها‬

‫الفرع الثاني‬
‫تمييز التكليف واإلعفاء عن غيرهما من المصطلحات األخرى‬
‫أن المشرع قد نظم أوضاع الوظيفة العامة وحدد عالقة الموظف بالدولة بأنها عالقة‬
‫تنظيمية يحكمها القانون‪ ،‬وقد عالج المشرع الحاالت التي يتم عن طريقها تعيين الموظف‬
‫العام وإنهاء خدماته الوظيفية سواء بإرادته أم بإرادة اإلدارة‪ ،‬ومن ذلك تظهر األسباب التي‬
‫تؤدي إلى تمييز التكليف في المناصب اإلدارية عن التعيين فيها وتمييز اإلعفاء اإلداري‬
‫كطريقة إلنهاء مهام الموظف العام في منصب معين من الطرق األخرى التي تؤدي إلى‬
‫قطع الرابطة الوظيفية للموظف من الوظيفة العامة‪ ،‬بإنهاء خدمته العامة‪ ،‬لذلك سنتناول‬
‫هذا الفرع في البنود اآلتية‪:‬‬

‫البند األول‪-:‬‬
‫تمييز التكليف كوسيلة لشغل المناصب القيادية من غيره من المصطلحات‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬تمييز التكليف من اإلختيار المباشر كوسيلة لشغل المناصب القيادية‪.‬‬
‫ألسباب تتعلق بحسن اإلدارة أو التضامن االجتماعي نص القانون على طرق االختيار‬
‫المباشر لشغل المناصب اإلدارية العليا المتروكة لتقدير الحكومة في الوظائف العامة‬
‫للدولة (كرؤساء الجامعات وعمداء الكليات واألكاديميات والمديرون باإلدارة المركزية) أو‬
‫المتروكة لتقدير السلطات المحلية واإلقليمية (مثل المدير العام لمرافق المحافظة أو‬
‫اإلقليم‪ )...‬وهذه الوظائف التي توضع على حدود السياسة واإلدارة وتتطلب قدرا ً هاما ً من‬
‫الثقة والوالء للحكومة‪ ،‬ويكون مفهوما ً أذن السلطة التقديرية الواسعة والمباشرة في‬
‫التعيين فيها هذا من ناحية ومن ناحية أخرى إن أسلوب التعيين المباشر من جانب السلطة‬
‫المختصة يستعمل على شغل المناصب القيادية في الهيئات اإلدارية المنشأة حديثا ً‬
‫لضرورات تكوينها وتنظيمها(((‪.‬‬
‫وقد أكدت المحكمة اإلدارية العليا في مصر السلطة التقديرية الواسعة الممنوحة‬
‫لإلدارة في أسلوب االختيار المباشر لشغل المناصب القيادية بالقول‪( :‬الجهة اإلدارية‬
‫‪ -1‬ينظر د‪ .‬محمد رفعت عبد الوهاب‪ :‬النظام العام للوظائف العامة في فرنسا‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪ ،2017‬ص‪.79‬‬

‫‪21‬‬
‫مجلة كلية اإلسراء الجامعة للعلوم االجتماعية واالنسانية ‪ -‬المجلد (‪ - )1‬العدد (‪ - )1‬لسنة ‪2019‬‬

‫تترخص في التعيين بالوظائف العامة بسلطتها التقديرية بال معقب عليها اال في أحوال‬
‫إساءة استعمال السلطة ما لم يقيدها القانون بنص خاص أو ما لم تقيد نفسها بقواعد‬
‫تنظيمية معينه‪ ،‬فالتعيين أمر متروك أصالً لتقدير الجهة اإلدارية باعتبارها القوامة على‬
‫حسن المرافق العامة)(((‪.‬‬
‫وتأسيسا ً على ذلك قد تتمتع اإلدارة في أسلوب االختيار المباشر بسلطة واسعة قد‬
‫أثبت فاعليته في تعيين من لديهم والء للسلطة السياسية بوصفهم المنفذين لسياستها اذ‬
‫يتطلب فيمن يشغل المناصب القيادية الثقة المطلقة للسلطات العامة‪ ،‬ونظرا ً لما تتسم به‬
‫من طابع سياسي ال يمكن تقييمها باالختبارات التنافسية وال يمكن لوسيلة االنتخاب الكشف‬
‫عنها والتثبت من صالحية شاغليها‪ ،‬فاالختيار في هذه الحالة ال يهدف فقط الى شغل‬
‫ً‬
‫صالحية‪ ،‬وإنما يتطلب في المقام األول‬ ‫الوظائف المذكورة بأفضل العناصر البشرية‬
‫عناصر أخرى‪ ،‬لهذه الصالحية تتمثل في الوالء واالنتماء السياسي أو الحزبي والتوافق مع‬
‫سياسة الدولة وأنظمة الحكم السائدة فيها‪ ،‬وعدم اعتناق المرشح آلراء ومعتقدات سياسية‬
‫تتنافى مع أفكار النظام السياسي القائم (((‪.‬‬
‫وبالنسبة للتكليف وسيلة لشغل المناصب اإلدارية بطريقة استثنائية وقد يكون‬
‫التكليف بناء على اعتبارات سياسية وقد يكون بناء على اعتبارات الكفاءة والصالحية‪ ،‬اال‬
‫إنه يجب أن يكون المكلف أحد الموظفين من الجهة اإلدارية نفسها وممن له الخبرة والكفاءة‬
‫ً‬
‫وكالة وليس أصالة‪.‬‬ ‫ويخضع لفترة تجربة وقد يشغل المنصب‬
‫ثانياً‪ :‬تمييز التكليف كوسيلة لشغل المناصب القيادية عن التعيين في الوظائف العامة‪:‬‬
‫تمر عملية تعيين الموظفين العموميين في الدولة بمراحل متوالية يلزم تتبع أحكامها‬
‫الواردة في قوانين الخدمة المدنية العامة والخاصة وتوافر شروطها ووجود السلطة‬
‫المختصة بإصدار قرار التعيين بعد توافر الشروط لشغل الوظائف العامة الخالية الواردة‬
‫في سلم الدرجات الوظيفية الدنيا في دوائر الدولة والقطاع العام وتترخص اإلدارة بسلطة‬
‫‪ -1‬ينظر حكم المحكمة اإلدارية العليا في مصر في الطعن رقم(‪ )399‬لسنة‪7‬ق‪ .‬عليا‪ ،‬جلسة ‪ /1967/4/30‬ملف رقم‬
‫(‪ )972 /105 /12‬أشار اليه د‪ .‬بدوي عبد العليم سيد محمد‪ :‬مبدأ الصالحية في الوظائف العامة وضمانات تطبيقها‪،‬‬
‫ط‪ ،1‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،2006 ،‬ص ‪.298‬‬
‫‪ -2‬ينظــر د‪ .‬بــدوي عبــد العليــم ســيد محمــد‪ :‬مبــدأ الصالحيــة فــي الوظائــف العامــة وضمانــات تطبيقهــا‪ ،‬مصدر‬
‫سابق‪ ،‬ص ‪.299‬‬

‫‪22‬‬
‫التنظيم القانوني للتكليف بالمناصب اإلدارية واإلعفاء منها‬

‫تقديرية في تعيين من تتوفر فيهم الشروط القانونية المطلوبة والمؤهالت العلمية وقد‬
‫يرعى في التعيين وجود وظيفة شاغرة في المالك وقد يكون التعيين أو إعادة التعيين في‬
‫مناصب قيادية بإقتراح من الوزير المختص وموافقة مجلس الوزراء(((‪ .‬أما في التكليف‬
‫لشغل المناصب اإلدارية قد يكون من الرئيس األعلى الذي يملك سلطة التعيين كالوزير أو‬
‫رئيس الجامعة إذ يملك تكليف أحد الموظفين لشغل أحد المناصب القيادية في الوزارة أو‬
‫الجامعة وبصورة وكالة إذ ال يملكون هؤالء الرؤساء اإلداريون سلطة التعيين أصالة في‬
‫المناصب القيادية بدرجة مدير عام فما فوق األمر الذي يجعل المناصب اإلدارية تدار وكالة‬
‫من شاغليها مما يؤدي الى عدم تحقق الكفاءة في إدارة هذه الدوائر لمحدودية الصالحيات‬
‫التي يتمتع بها شاغليها مما تضطر اإلدارة الى تغيير الموظفين الشاغلين لهذه المناصب‬
‫بين فترة وأخرى‪ ،‬فضالً عن تكليف أشخاص لشغل هذه الناصب من خارج هذه الدوائر من‬
‫األشخاص غير المؤهلين لقيادة مؤسسات بهذه األهمية على المستوى االجتماعي والعلمي‬
‫والخدمي وهو أمر يخالف النظام القانوني للتكليف اإلداري(((‪..‬‬

‫البند الثاني ‪ -‬تمييز اإلعفاء عن غيره من المصطلحات األخرى‪-:‬‬


‫أوال‪ -‬تمييزه من اإلقصاء‪ :‬قد منح القانون لإلدارة صالحية إقصاء الموظف في حالة‬
‫تخلف شرط أو أكثر من شروط التوظيف عند التعيين ألول مرة‪ ،‬وإذا زال المانع القانوني‬
‫للتوظيف وال يوجد سبب أخر إلقصائه يجوز بقاؤه في الخدمة على أن ال تحتسب المدة‬
‫المستكملة للشروط خدمة لغرض الترفيع أو العالوة (((‪.‬‬
‫بينمـا قـد يصـدر اإلعفاء بنـاء علـى الطلب المقـدم مـن الموظف المكلـف بمهام‬
‫المنصـب إلـى الجهـة اإلداريـة التي أصـدرت أمـر التكليف لغـرض إعفائه منه ألسـباب‬
‫صحيـة أو أمنيـة مثالً تقتنع بهـا اإلدارة أو بناء على أسـباب تراها اإلدارة مناسـبة إلعفاء‬
‫شـاغل المنصـب القيـادي كصدور حكم أدانـه بحقه مـن المحاكم الجزائيـة(((‪ .‬بناء على‬
‫‪ -1‬ينظر المواد (‪)7‬و(‪ )8‬من قانون الخدمة المدنية العراقي رقم(‪ )24‬لسنة ‪1960‬المعدل‪.‬‬
‫‪ -2‬ينظر علي محمد إبراهيم الكرباسي‪ :‬الوظيفة العامة‪ ،‬دار الحرية للطباعة‪ ،‬بغداد‪ ،1988 ،‬ص‪.31-30‬‬
‫‪ - 3‬ينظر المادة (‪ )62‬من قانون الخدمة المدنية رقم(‪ )24‬لسنة ‪1960‬المعدل‪.‬‬
‫‪ -4‬ينظر حكم المحكمة اإلدارية العليا في العراق رقم(‪ /992‬قضاء موظفين – تمييز ‪ ،2016 /‬في ‪)2017/2/23‬‬
‫قرارات مجلس الدولة وفتاواه لعام ‪.2017‬‬

‫‪23‬‬
‫مجلة كلية اإلسراء الجامعة للعلوم االجتماعية واالنسانية ‪ -‬المجلد (‪ - )1‬العدد (‪ - )1‬لسنة ‪2019‬‬

‫طلـب اإلدارة المحليـة (كمجلـس المحافظة) أو المحافـظ وفقا ً لتحقق األسـباب المحددة‬
‫قانونا ً (((‪.‬‬
‫ثانياً‪ -‬تمييزه من االستغناء عن الموظف خالل فترة التجربة‪ :‬في حالة عدم كفاءة‬
‫الموظف خالل فترة التجربة البالغة سنة عند أول تعيينه ويمكن تمديدها لستة أشهر أخرى‬
‫فقد منح اإلدارة صالحية االستغناء عنه(((‪.‬‬
‫إن االستغناء عن الموظف يكون بإنهاء الرابطة الوظيفية التي كانت تربطه بالوظيفة‬
‫العامة لعدم الكفاءة بينما اإلعفاء إنهاء ممارسة مهام منصب أو وظيفة أعلى من التي كان‬
‫يشغلها وعودته الى الوظيفة التي كان يشغلها أو وظيفة أخرى داخل مالك الوزارة التي‬
‫يعمل بها‪.‬‬
‫ثالثاً‪ -‬تمييزه من حالة عدم ترفيع الموظف لعدم الكفاءة‪ :‬في حالة ثبوت عدم قدرة‬
‫وكفاءة الموظف بعد تثبيته على أشغال الوظيفة المراد ترفيعه إليها وعكس ذلك على‬
‫الترفيع وليس إنهاء الخدمة‪ ،‬فأعطى لإلدارة صالحية عدم ترفيعه الى الوظيفة األعلى المراد‬
‫ترفيعه إليها(((‪.‬‬
‫رابعـاً‪ -‬تمييـزه من حالـة عدم قـدرة الموظف علـى أداء مهـام الوظيفـة المرقى‬
‫إليهـا(((‪ :.‬فـي حالـة عـدم قـدرة الموظـف الذي تـم ترقيتـه الـى وظيفة أعلـى تختلف‬
‫واجباتهـا عـن واجبـات وظيفتـه يكـون تحـت التجربـة لمدة سـتة أشـهر اعتبـارا ً من‬
‫تأريـخ مباشـرة وظيفتـه المرقـى إليها‪ ،‬فـإذا تأكـدت اإلدارة من عـدم كفاءتـه ومقدرته‬
‫علـى أداء واجبـات وظيفته المرقـى إليها‪ ،‬فقد أعطى المشـرع للإدارة الصالحية إلعادته‬
‫الـى وظيفتـه السـابقة(((‪ .‬بينما اإلعفـاء قد يكـون إراديا ً بطلـب المكلف وقـد يكون غير‬
‫إرادي مـن لـدن الجهـة التـي كلفتـه بالمنصب بإصـدار أمـر بإعفائه من مهـام منصبه‬
‫ألسباب تراها مناسبة أو لعدم كفائته كذلك‪.‬‬
‫‪ -1‬ينظر البند (تاسعاً) من المادة (‪ )7‬من قانون المحافظات غير المنتظمة في إقليم رقم(‪ )21‬لسنة ‪2008‬المعدل‪.‬‬
‫‪ -2‬ينظر المادة (‪ )14‬من قانون الخدمة المدنية رقم(‪ )24‬لسنة ‪1960‬المعدل‪..‬‬
‫‪ -3‬ينظر البند (ثانيا ً ‪/‬د) من المادة (‪ )6‬من قانون رواتب موظفي الدولة والقطاع العام رقم(‪ )22‬لسنة ‪.2008‬‬
‫‪ -4‬ينظر د‪ .‬غازي فيصل مهدي‪ :‬تعليقات ومقاالت في نطاق القانون العام‪ ،‬ط‪ ،2‬موسوعة القوانين العراقية‪ ،‬بغداد‪،‬‬
‫‪ ،2009‬ص‪.97‬‬
‫‪ -5‬ينظر البندان (‪ )2-1‬من المادة (‪ )20‬من قانون الخدمة المدنية رقم(‪ )24‬لسنة ‪1960‬المعدل‪..‬‬

‫‪24‬‬
‫التنظيم القانوني للتكليف بالمناصب اإلدارية واإلعفاء منها‬

‫خامسا ً ‪ -‬تمييزه من حالة فشل المدير العام في أداء واجبات وظيفته‪ :‬في حالة فشل‬
‫المدير العام في أداء واجبات وظيفته‪ ،‬فقد أعطى القانون لإلدارة صالحية إحالته الى التقاعد أو‬
‫نقله إلى وظيفة أدنى من الدرجة التي كان يشغلها قبل تعيينه بوظيفة مدير عام أو من بدرجته‬
‫ً‬
‫بعقوبة أشد(((‪ .‬بينما أن اإلعفاء ال يمكن وصفه بأنه عقوبة بل هو‬ ‫فما فوق فيما عدا من يعاقب‬
‫إجراء تتخذه اإلدارة العليا عند توافر األسباب المحددة قانونا ً وفي الوقت التي تراه مناسب‪.‬‬
‫سادسا ً ‪ -‬تمييزه من حالة حذف الوظائف الزائدة بتنسيق المالك‪ :‬أجاز القانون‬
‫لإلدارة معالجة الوظائف الزائدة في المالك فخول مجلس الوزراء حذفها من المالك بناء‬
‫على اقتراح من وزير المالية يذكر فيه عنوان الوظيفة الزائدة واسم شاغلها(((‪.‬‬
‫سابعاً‪ -‬تمييزه من إلغاء الوظائف القيادية بموجب قانون الموازنة‪ :‬لقد عالج‬
‫المشرع الوظائف القيادية التي لم يرد فيها نص في القانون فأعطى اإلدارة صالحية‬
‫إلغاءها بموجب قانون الموازنة االتحادية استنادا ً إلى منهج اإلصالح اإلداري (((‪.‬‬
‫أن إلغاء الوظائف القيادية يتم لعدم وجود أساس قانوني لها ومن ثم إنهاء مركزها‬
‫القانوني وانفصام الرابطة الوظيفية لشاغل المنصب القيادي أو نقله إلى وظيفة أخرى‬
‫حسب ما نص عليه القانون بينما في حالة اإلعفاء ال تنتهي الرابطة الوظيفية بل ينتهي‬
‫تكليفه بمهام المنصب القيادي ويعود إلى ممارسة مهام وظيفته السابقة‪.‬‬
‫تاسعاً‪ -‬تمييزه عن االستقالة‪ :‬للموظف تقديم طلب تحريري باالستقالة إلى مرجعه‬
‫المختص(رئيسه اإلداري)‪ ،‬وعليه البت في طلب االستقالة خالل مدة ال تتجاوز ثالثين يوما ً‬
‫ويعد الموظف منفكا ً بانتهائها إال إذا صدر أمر قبول االستقالة قبل ذلك‪ ،‬أما إذا قدم الموظف‬
‫استقالته وتم تعين موعدا ً للقبول فيجوز قبولها من تأريخ ذلك الموعد أو قبله(((‪ .‬بينما‬
‫اإلعفاء يقدم بطلب تحريري الى الرئيس اإلداري وله صالحية الموافقة أو الرفض من دون‬
‫مدة محددة قانونا ً للموافقة على اإلعفاء فال يجوز لمقدم طلب اإلعفاء ترك مهام منصبه إال‬
‫بعد الموافقة الشفهية أو التحريرية على طلبهُ‪ ،‬ألنه يعد قد أهمل بشكل متعمد بواجبات‬
‫وظيفته ومن ثم يخضع ألحكام قانون االنضباط‪.‬‬
‫ينظر الفقرة (أوالً) من أحكام القرار رقم(‪ )880‬في ‪.1988/12/7‬‬ ‫‪ -1‬‬
‫ينظر المادة (‪ )7‬من قانون المالك رقم(‪ )25‬لسنة ‪1960‬المعدل‪..‬‬ ‫‪- 2‬‬
‫ينظر المادة (‪/20‬ب) من قانون الموازنة العامة االتحادية للسنة المالية ‪..2015‬‬ ‫‪ -3‬‬
‫ينظر المادة (‪ )35‬من قانون الخدمة المدنية رقم(‪ )24‬لسنة ‪1960‬المعدل‪..‬‬ ‫‪ -4‬‬

‫‪25‬‬
‫مجلة كلية اإلسراء الجامعة للعلوم االجتماعية واالنسانية ‪ -‬المجلد (‪ - )1‬العدد (‪ - )1‬لسنة ‪2019‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫طبيعة التكليف بالمناصب اإلدارية واإلعفاء منها وأنواعه‬
‫يختلف التكليف بالمناصب القيادية واإلعفاء منها في اإلدارات المركزية والمحلية من‬
‫حيث طبيعته القانونية وتكييفه عند إصداره من قبل الجهات اإلدارية حسب فهمها للنصوص‬
‫القانونية التي تناولت تنظيمه كوسيلة إلنهاء عالقة الموظف بالمنصب الذي كان يشغله‪ ،‬من‬
‫جانب ومن جانب أخر إن اإلعفاء قد يتم بإرادتين مختلفتين إذ يتم تقديمه بطلب موقع من‬
‫شخص الموظف الذي يشغل المنصب ألسباب اجتهد هو بوضعها على وفق ظروفه وإمكانياته‬
‫التي تتفق مع القانون‪ ،‬وقد يتم بإجراء من لدن اإلدارة بإصدار أمر إعفاء احد الموظفين من‬
‫المنصب الذي كان يشغله ألسباب قانونية محددة‪ ،‬ومن ثم إعادته إلى وظيفته السابقة‪ ،‬لذلك‬
‫سنتناول هذا المطلب في فرعين نخصص الفرع األول‪ :‬لطبيعة التكليف بالمناصب اإلدارية‬
‫واإلعفاء منها‪ ،‬ونخصص الثاني‪ :‬ألنواع التكليف بالمناصب اإلدارية واإلعفاء منها‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫الطبيعة القانونية للتكليف بالمناصب اإلدارية واإلعفاء منها‬
‫تسعى اإلدارة دائما ً لتحقيق المصلحة العامة في أعمالها وخصوصا ً فيما يتعلق‬
‫بشغل المناصب اإلدارية‪ ،‬فلها إختيار الوسيلة المناسبة لشغل الوظائف الشاغرة‪ ،‬فهو يعد‬
‫من مالءمات المتروكة لتقدير جهة اإلدارة‪ ،‬فال يمكن إلزامها بوسيلة معينه أو العدول عن‬
‫وسيلة قررت اللجوء إليها لشغل وظيفة خالية أو إعفاء شاغل إحدى المناصب اإلدارية‬
‫طالما أن قرارها في هذا الشأن صدر في نطاق الرخصة المخولة لها قانونا ً ولم يقم الدليل‬
‫على إساءة استعمال السلطة أو االنحراف فيها‪ ،‬لذلك سنتناول هذا الفرع في البنود اآلتية‪-:‬‬

‫البند األول _ الطبيعة القانونية للتكليف بالمناصب اإلدارية‪-:‬‬


‫‪ .1‬استقر قضاء المحكمة اإلدارية العليا على أن التكليف هو أداة استثنائية خاصة‬
‫للتعيين في الوظائف العامة وفقا ً ألحكام القوانين واللوائح (النظم) الصادرة‬
‫في هذا الشأن‪ ،‬فإذا تم شغل الوظيفة بهذه االداة ينسحب المركز الشرطي‬
‫الخاص بالوظيفة(المنصب اإلداري)على المكلف بجميع التزاماتها ومزاياها‬
‫‪26‬‬
‫التنظيم القانوني للتكليف بالمناصب اإلدارية واإلعفاء منها‬

‫في الحدود التي نصت عليها القوانين وأصبح بهذه المثابة وفي هذا الخصوص‬
‫شأنه شأن غيره من الموظفين شاغلي المنصب نفسه(((‪.‬‬
‫‪ .2‬خضوع المكلف بالوكالة أو األصالة لمدة تجربة لمدة معينة ويجوز تجديدها‬
‫للمدة نفسها يتمتع خاللها المكلف بمخصصات المنصب الذي يشغله أصالة‬
‫أو وكالة وقد بينت الجمعية العمومية في مجلس الدولة المصري في فتواها‬
‫المدة التي يشغل فيها المكلف بالمناصب اإلدارية القيادية بالقول (أن المشرع‬
‫اعتنق فلسفة التأقيت في شغل الوظائف المدنية القيادية في وحدات الجهاز‬
‫اإلداري للدولة والقطاع العام وجعل شغلها للمدة التي يحددها القرار الصادر‬
‫من السلطة المختصة بالتعيين ‪ -‬بحد أقصى ثالث سنوات ‪ -‬وببلوغ هذه المدة‬
‫منتهاها تنتهي بقوة القانون مدة خدمة العامل (شاغل) الوظيفة القيادية ما لم‬
‫تقرر هذه السلطة التجديد لشاغل الوظيفة لمدة أخرى بقرار صريح تصدره‬
‫قبل انتهاء المدة األولى بستين يوما ً على األقل‪ ،‬فإذا لم يصدر هذا القرار خالل‬
‫األجل المضروب إلصداره سقطت والية السلطة المختصة في التجديد وزالت‬
‫عن شاغل الوظيفة القيادية والية هذه الوظيفة بإنتهاء مدتها ويضحى من‬
‫المتعين اإلعالن عن شغلها وفق أحكام القانون ونقل العامل الى وظيفة غير‬
‫قيادية ما لم يطلب إنهاء خدمته‪ ،‬فإذا استمر شاغالً للوظيفة القيادية بعد‬
‫انتهاء مدتها دون صدور قرار بتجديد شغله له كان ذلك مخالفا ً للقانون النتهاء‬
‫سند واليته وسرت في شأن ما أداه من أعمال أحكام الموظف الفعلي‪ ......‬دون‬
‫أن يخل ذلك بمحاسبة المسؤولين عن هذا اإلهمال والتراخي في تطبيق أحكام‬
‫القانون واإلخالل بمقتضيات المشروعية التي يتعين على الجهة اإلدارية‬
‫االلتزام بها وعدم الخروج عليها فيما تجريه من أعمال وتصرفات) (((‪..‬‬

‫‪ -1‬ينظر حكم المحكمة اإلدارية العليا في مصر في الطعن رقم(‪ )1115‬لسنة‪28‬ق‪ .‬عليا‪ ،‬جلسة ‪ )1986/5/24‬أشار‬
‫اليه د‪ .‬محمد حسن علي وأحمد فاروق الحميلي‪ :‬الموسوعة العملية في نظام العاملين المدنيين بالدولة طرق شغل‬
‫الوظيفة العامة‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.31‬‬
‫‪ -2‬ينظر فتوى الجمعية العمومية في مجلس الدولة المصري رقم(‪ /169‬بتأريخ ‪/2002/3/11‬ملف رقم‪)587/6/86‬‬
‫أشار إليه د‪ .‬حسن محمد هند‪ :‬الموسوعة القضائية في شرح أحكام قانون نظام العاملين المدنيين بالدولة رقم(‪)47‬‬
‫لسنة ‪1978‬وتعديالته‪ ،‬دار الكتب القانونية‪ ،‬مصر‪ ،2005 ،‬ص‪.115-113‬‬

‫‪27‬‬
‫مجلة كلية اإلسراء الجامعة للعلوم االجتماعية واالنسانية ‪ -‬المجلد (‪ - )1‬العدد (‪ - )1‬لسنة ‪2019‬‬

‫‪ . 3‬عدم جواز سريان قواعد االستقالة الضمنية في حق الموظف المكلف بشغل‬


‫الوظيفة العامة‪ ،‬ألن انقطاع الموظف عن أداء واجبات المنصب المكلف بمهامه‬
‫ال يؤدي الى انتهاء عالقته بالوظيفة العامة إلى أن تنقضي مدة تكليفه بها‬
‫كمدة عمل فعلية يقضيها بكاملها في الوظيفة المكلف بها مع مسائلته عما‬
‫ثبت في حقه من مخالفات االنقطاع عن أداء مهام وظيفته (((‪ .‬ومن ثم يجوز‬
‫للوزير قبول استقالته في حالة االنقطاع أو تقديمها تحريرياً‪.‬‬
‫‪ .4‬ال يتم التكليف بقوة القانون بل البد من صدور قرار أو أمر إداري بالتكليف من‬
‫الجهة المختصة قانونا ً بصدور‪ :‬فالتكليف أداة للتعيين في الوظائف العامة‬
‫يتم بقرار إداري يتضمن إسناد المركز القانون الخاص بالوظيفة الى المكلف‬
‫بجميع التزاماتها ومزاياها‪ ،‬وال يتم التكليف بقوة القانون لمجرد توافر شروطه‬
‫في بعض األشخاص بل البد من صدور قرار بإسناد التكليف إلى الشخص من‬
‫السلطة التي تملكه قانونا ً وال يعد الشخص مكلفا ً ما لم يصدر قرار التكليف‬
‫بذلك من الوزير المختص (أو الرئيس اإلداري األعلى) وهو ما يتفق وطبيعة‬
‫التكليف كأداة استثنائية لتعيين من تدعو الحاجة إليهم لمواجهة الضرورات(((‪...‬‬

‫البند الثاني _ الطبيعة القانونية لإلعفاء من المناصب اإلدارية‪-:‬‬


‫لإلعفاء اإلداري تكييف قانوني حسب قناعة اإلدارة به‪ ،‬كطريقة تستطيع بموجبها‬
‫تغيير شاغلي المناصب اإلدارية سواء أكان بانتهاء المدة المحددة له قانونا ً أم قبل انتهاء‬
‫تلك المدة ومن ثم تكليف موظف أخر لشغل المنصب ذاته ملتمسه في ذلك تحقيق المصلحة‬
‫العامة‪ ،‬وقد تفهم اإلدارة أن استخدام اإلعفاء كطريق إلنهاء عالقة شاغل المنصب بالوظيفة‬

‫‪ -1‬ينظر حكم المحكمة اإلدارية العليا في مصر في الطعن رقم(‪ )972‬لسنة‪30‬ق‪ .‬عليا‪ ،‬جلسة ‪ )1988/2/27‬أشار اليه‬
‫د‪ .‬محمد حسن علي وأحمد فاروق الحميلي‪ :‬الموسوعة العملية في نظام العاملين المدنيين بالدولة طرق شغل‬
‫الوظيفة العامة‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.31‬‬
‫‪ -2‬ينظر حكم المحكمة اإلدارية العليا في مصر في الطعن رقم(‪ )5979‬لسنة‪44‬ق‪ .‬عليا‪ ،‬جلسة ‪ )2001/12/29‬أشار‬
‫إليه د‪ .‬محمد حسن علي وأحمد فاروق الحميلي‪ :‬الموسوعة العملية في نظام العاملين المدنيين بالدولة طرق شغل‬
‫الوظيفة العامة‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.31‬‬

‫‪28‬‬
‫التنظيم القانوني للتكليف بالمناصب اإلدارية واإلعفاء منها‬

‫العامة‪ ،‬وإحالته الى التقاعد بشكل مخالف للقانون‪ ،‬وبالتالي فإن اإلدارة قد تتخذ من‬
‫طريقة إلنهاء عالقة الموظف بالخدمة العامة وليس إلنهاء تكليفه بمهام منصبه‬ ‫ً‬ ‫اإلعفاء‬
‫القيادي فقط مع بقائه في خدمة الدولة‪ ،‬وإن هذا الفهم من قبل اإلدارة قد تصدى له مجلس‬
‫الدولة العراقي بقرار له جاء لتصحيح فهم اإلدارة للقانون ولألسباب التي تتخذها في‬
‫إصدار قراراتها‪ ،‬فقد ذهبت المحكمة اإلدارية العليا الى القول‪(:‬في حالة قيام مجلس‬
‫الوزراء بإصدار األمر ديواني المرقم(‪ )378‬في ‪ 2015/9/10‬والمتضمن إعفاء الوكالء‬
‫والمدراء العامين في وزارة الصناعة والمعادن من مهامهم وتضمن إحالتهم الى التقاعد‬
‫ويكيف وضعهم حسب القانون أو على وفق تعليمات تصدرها األمانة العامة لمجلس‬
‫الوزراء‪ ،‬وتضمنت الفقرة (‪ )3‬تولي معاون المدير أو مدير القسم األقدم إدارة الدائرة‬
‫المستمرة في عملها لحين تعيين مدير عام لها‪ ،‬وقد ورد اسم المدعي في التسلسل (‪ )3‬في‬
‫األمر المذكور أنفا ً ومؤشر أزائه الموقع الوظيفي (مدير عام الشركة العامة لإلسمنت‬
‫العراقية)‪ ،‬ولم يصدر مجلس الوزراء التعليمات المذكورة أنفاً‪ ،‬ومن غير الصحيح قانونا ً‬
‫إصدارها‪ ،‬ألن القرار اإلداري ال يصلح سندا ً إلصدار تعليمات إنما تصدر التعليمات استنادا ً‬
‫الى نص في القانون‪ ،‬ولكن أصدر مكتب رئيس مجلس الوزراء أعماما ً بالعدد(‪ )14003‬في‬
‫‪ 2015/10/1‬تضمن التكييف القانوني لوضع الوكالء والمدراء العامين الذين أعفوا من‬
‫مناصبهم مؤخرا ً في ضوء حزمة اإلصالحات التي تقدم بها السيد رئيس مجلس الوزراء‪،‬‬
‫وقد الحظت المحكمة اإلدارية العليا بأن األمر المطعون فيه تضمن في الفقرة (أوال ً ‪ )1/‬منه‬
‫إعفاء المدعي من مهامه‪ ،‬في حين لم يرد في قانون الخدمة المدنية رقم(‪)24‬‬
‫لسنة‪1960‬المعدل‪ ،‬أو قانون انضباط موظفي الدولة رقم(‪ )14‬لسنة ‪1991‬المعدل‪،‬‬
‫مصطلح (اإلعفاء) بحيث يبن القانون ماهيته وآثاره‪ ،‬وإنما ورد هذا المصطلح في المادة‬
‫(‪/7‬تاسعاً‪ )2/‬من قانون المحافظات غير المنتظمة في إقليم رقم(‪ )21‬لسنة‪ 2008‬والتي‬
‫تضمنت إعفاء أصحاب المناصب العليا من الوظيفة في موضع ال يفيد إنهاء الخدمة وهذا‬
‫االستعمال خاص في هذا القانون‪ ،‬لذا ال يمكن االستفادة منه في تكييف معنى اإلعفاء في‬
‫األمر المطعون فيه‪ ،‬ولكن يالحظ بأن الفقرة (أوالً‪ )2/‬من األمر المطعون فيه‪ ،‬حددت أثر‬
‫اإلعفاء حين قضت بإحالة المدعي الى التقاعد‪ ،‬مما يعني تكييف اإلعفاء على إنه إنهاء‬
‫للخدمة‪ ،‬كما الحظت المحكمة إن قرار إعفاء المدعي من الوظيفة هو واحد من مجموعة‬
‫‪29‬‬
‫مجلة كلية اإلسراء الجامعة للعلوم االجتماعية واالنسانية ‪ -‬المجلد (‪ - )1‬العدد (‪ - )1‬لسنة ‪2019‬‬

‫شملت عددا ً كبيرا ً من المدراء العامين وشاغلي الدرجات الخاصة‪ ................‬وترى أن‬
‫المحكمة اإلدارية العليا إن المشرع نظم أوضاع الوظيفة العامة‪ ،‬بحيث تكون رابطة الموظف‬
‫بالدولة رابطة تنظيمية يحكمها القانون‪ ،‬وهناك تنظيم قانوني إلنهاء خدمة الموظف سواء‬
‫بإرادته أم بإرادة اإلدارة إذ عالجها المشرع في قانون الخدمة المدنية رقم(‪ )24‬لسنة ‪1960‬‬
‫المعدل‪ ،‬اإلقصاء في المواد(‪ )62‬واالستغناء في المادة(‪ )14‬عدم قدرة الموظف على أداء‬
‫الوظيفة المرقى لها في المادة (‪ )20‬وقانون المالك رقم(‪ )25‬لسنة‪ 1960 ‬المعدل‪ ،‬حذف‬
‫الوظائف الزائدة في المادة(‪ ،)7‬وفي قانون رواتب موظفي الدولة والقطاع العام رقم(‪)22‬‬
‫لسنة ‪ ،2008‬عدم الترفيع إلى الوظيفة األعلى في حالة عدم قدرة الموظف بعد تثبيته على‬
‫أداء مهام وظيفته في المادة(‪/6‬ثانياً‪/‬د)‪ ،‬وعالج فشل المدير العام في أداء واجبات وظيفته‪،‬‬
‫بإحالته الى التقاعد أو نقله الى وظيفة أدنى بموجب قرار مجلس قيادة الثورة (المنحل) رقم‬
‫(‪ )880‬في ‪ ،1988/12/7‬وإلغاء الوظائف القيادية الزائدة بموجب المادة(‪/20‬ب) من‬
‫قانون الموازنة العامة االتحادية للسنة المالية ‪ ،2015‬التي صدر األمر المطعون فيه في‬
‫ظلها‪ ،‬يضاف الى ذلك وضع المشرع عقوبات انضباطية تفرضها اإلدارة على الموظف في‬
‫حالة مخالفة واجبات وظيفته أو قام بعمل من األعمال المحظورة وتتدرج العقوبات في‬
‫جسامتها الى حد عزل الموظف من الوظيفة دون اإلخالل بما قد يتخذ ضده من إجراءات وفقا ً‬
‫للقانون‪ ،‬وبذلك فإن لكل حالة من حاالت إنهاء الخدمة سندها في القانون وتكييفها القانوني‬
‫وسببها وآثارها وإجراءاتها‪ ،‬و أزاء هذه الحاالت وغيرها مما حدده المشرع في إنهاء خدمة‬
‫الموظف ال يجوز لإلدارة خلق حالة جديدة من تلقاء نفسها إلنهاء خدمة الموظف‪ ،‬وال يصلح‬
‫الدفع بتكييف موضوع اإلعفاء من الوظيفة على أساس أن تعيين الموظف يمثل قرارا ً إداريا ً‬
‫وأن إلغاء القرار اإلداري أو تعديله يكون من السلطة ذاتها التي أصدرته وبذات اإلجراءات‬
‫وهو ما يعرف في الفقه والقضاء اإلداري بقاعدة توازي االختصاص‪ ،‬وذلك ألن قاعدة توازي‬
‫االختصاص ال تخلق طريقا ً إلنهاء خدمة الموظفين بوجود الطرق التي حددها القانون إلنهاء‬
‫الخدمة‪ ،‬وال يقبل الدفع في الدعوى بأن موضوع إنهاء الخدمة سلطة تقديرية لإلدارة‪،‬ألن‬
‫حاالت إنهاء الخدمة محددة بالقانون وال تخضع للسلطة التقديرية‪ ،‬وبإمكان اإلدارة أن تنهي‬
‫خدمة الموظف في أي حالة من حاالت التي نص عليها القانون والسبب واإلجراءات واآلثار‬
‫المقررة قانونياً‪ ،‬وان الدفع الذي قدمه وكيل المدعي عليه في شأن تفويض مجلس الوزراء‬
‫‪30‬‬
‫التنظيم القانوني للتكليف بالمناصب اإلدارية واإلعفاء منها‬

‫صالحياته رئيس مجلس الوزراء بموجب قراره المرقم (‪ )307‬لسنة ‪ ،2015‬فإنه ال يغير من‬
‫النتيجة المتقدمة‪ ،‬ألن مبدأ التفويض أو التخويل يقوم على أساس تفويض أمر مما يدخل في‬
‫اختصاص المجلس‪ ،‬وان ال يمنع القانون هذا التفويض‪ ،‬وحيث ال يوجد في صالحيات‬
‫المجلس المنصوص عليها في الدستور أو في أي قانون صالحياته إنهاء خدمة الموظف في‬
‫غير الحاالت التي حددها القانون‪ ،‬وبذلك ال يجوز أن يفوض المجلس رئيس مجلس الوزراء‬
‫أمرا ً ال يملك صالحياته‪ ،‬ألنه ال يفوض أكثر مما يملك‪ ،‬يضاف الى ذلك ينبغي على اإلدارة حين‬
‫تنهي خدمة الموظف لسبب من األسباب التي نص عليها القانون أن يكون قرارها مبنيا ً على‬
‫سبب مشروع ووقائع ثابته ومحددة وصحيحة إضافة الى توافر شروط صحة القرار اإلداري‬
‫األخرى‪ ،‬وحيث لم يثبت وكيل المدعي عليه ذلك لذا يكون قرار اإلعفاء المنصوص عليه في‬
‫الفقرة(أوال‪ )1/‬من األمر الديواني المطعون به‪ ،‬غير صحيح قانوناً‪ ،‬مما يتعين على محكمة‬
‫قضاء الموظفين إلغائه‪ ،‬لتلك األسباب‪ ،‬أما مؤاخذه المدعى عليه إعفاءه المدعي بغير أليه‬
‫وإجراءات تعيين المدراء العامين‪ ،‬فإنه غير صحيح الن تعيين المدير العام وإعفائه من‬
‫اختصاص مجلس الوزراء وقد خول المجلس هذه الصالحية الى رئيس مجلس الوزراء‬
‫بالكتاب المذكور أنفاً‪ ،‬لكن يتعين استعمال الصالحية‪ ،‬وفقا ً للحاالت المقررة أصالً لمجلس‬
‫الوزراء‪ ،‬كما ال يجوز الخلط بين إعفاء المدعي بأداة غير صالحة قانونيا ً لذلك‪ ،‬والتصدي‬
‫ألسباب اإلعفاء ونفيها‪ ،‬ألن مناقشة أسباب اإلعفاء تكون بعد إقرار صالحية أداة اإلعفاء ووجود‬
‫تكييف قانوني صحيح لإلعفاء‪ ،‬وحيث أن المحكمة انتهت في حكمها المميز المتعلق بالفقرة‬
‫(أوالً) من األمر المطعون به الى إلغاءه‪ ،‬فيكون حكمها صحيح من حيث النتيجة‪ ،‬أما بالنسبة‬
‫للفقرة (أوالً‪ )2/‬من األمر الديواني المطعون به التي قضت بإحالة المدعي الى التقاعد فهي‬
‫غير صحيحة‪ ،‬ألنه ال يصح إحالة الموظف الى التقاعد بإرادة اإلدارة المنفردة‪ ،‬ألن القانون‬
‫حدد حاالت اإلحالة الى التقاعد ولم يخول اإلدارة صالحية إحالة الموظف الى التقاعد قبل‬
‫بلوغ السن القانونية‪ ،‬مما يتعين إلغاءها‪ ،‬وحيث إن المحكمة حكمت بذلك فيكون حكمها‬
‫صحيحاً‪ ،‬قرر تصديقه من حيث النتيجة ورد الطعون التمييزية‪ ،‬وتحميل المميز رسم التمييز‪،‬‬
‫وصدر القرار باالتفاق في ‪.((( )2017/3/23‬‬
‫‪ -1‬ينظر حكم المحكمة االدارية العليا في العراق رقم(‪ )344‬ورقم االضباره (‪ /272‬قضاء ‪/‬موظفين ‪ /‬تمييز‪)2017/‬‬
‫في ‪ .2017/3/23‬قرار غير منشور‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫مجلة كلية اإلسراء الجامعة للعلوم االجتماعية واالنسانية ‪ -‬المجلد (‪ - )1‬العدد (‪ - )1‬لسنة ‪2019‬‬

‫ومن ذلك نخلص إلى أن الطبيعة القانونية لإلعفاء من المناصب اإلدارية هي طريقة‬
‫لتغيير شاغلي المناصب من دون قطع عالقتهم بالوظيفة العامة‪ ،‬وليست طريقة من طرق‬
‫إنهاء الخدمة المدنية على وفق قوانين الخدمة واالنضباط‪ ،‬ومن ثم ال يجوز لإلدارة أن تخلق‬
‫حالة جديدة من حاالت إنهاء الخدمة لم ينص عليها القانون وبالتالي فإن اإلعفاء حالة‬
‫خاصة بقانون المحافظات غير المنتظمة في إقليم رقم (‪ )21‬لسنة ‪ 2008‬المعدل‪.‬‬
‫وبذلك فإن موقف المشرع وقضاء مجلس الدولة العراقي يوفق إلى حد كبير بين حق‬
‫الحكومة في أن تكون لها الهيمنة على كبار الموظفين العاملين في الدولة وبين مصلحة‬
‫الموظف الذي ال مسوغ قانوني لإلدارة في أن تؤاخذه على حين غرة فيعفى من منصبه‬
‫فجأة من دون استجواب أو تحقيق أو دفاع بموجبها تتأكد اإلدارة و القاضي من توافر‬
‫األسباب القانونية له‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫أنواع التكليف بالمناصب اإلدارية واإلعفاء منها‬
‫يتخذ التكليف بالمناصب القيادية واإلعفاء منها سواء أكان المنصب الذي يشغله‬
‫الرئيس األعلى أم الرئيس المباشر أم رئيس الدائرة أو شاغلي المناصب العليا كالمدراء‬
‫العامين وغيرهم نوعين من حيث التكليف بها واإلعفاء منها‪ ،‬نتناولها في البنود األتية‪:‬‬

‫البند األول ‪ -‬أنواع التكليف لشغل المناصب اإلدارية‪-:‬‬


‫األول‪ -‬التكليف أصالة‪ :‬لقد نظم قانون الخدمة المدنية التعيين وإعادة التعيين في‬
‫المناصب القيادية اذ يكون بإقتراح من الوزير المختص وموافقة مجلس الوزراء على‬
‫التكليف المرشحين لشغل المناصب اإلدارية العليا‪ ،‬وكذلك على وفق قانون مجلس الوزراء‬
‫العراقي رقم(‪ )20‬لسنة ‪.1991‬‬
‫ثانيا ً ‪ -‬التكليف وكالة‪ :‬قد تلجأ اإلدارة لشغل المناصب القيادية العليا عن طريق‬
‫تكليف بعض الموظفين ممن يحملون المؤهالت والخبرة اإلدارية في إدارة المؤسسات‬
‫والقيام بالمهام اإلدارية بشكل متميز وفعال‪ ،‬ونظرا ً لتأخر الموافقة من قبل مجلس الوزراء‬
‫على تعيين المرشحين من قبل الوزارات لشغل المناصب اإلدارية العليا فيها بطريق األصالة‪،‬‬
‫‪32‬‬
‫التنظيم القانوني للتكليف بالمناصب اإلدارية واإلعفاء منها‬

‫فقد تلجأ الوزارات الى تعيين المدراء العامون من شاغلي المناصب القيادية في الوزارات‬
‫عن طريق التكليف بالوكالة لشغل تلك المناصب‪ ،‬وهذا ما تمت اإلشارة له بشكل واضح في‬
‫أحكام المحكمة اإلدارية العليا في العراق‪ ،‬اذ جاء في حيثيات قرار المحكمة المذكورة‬
‫بالقول‪ .....( :‬أما بخصوص الفقرة (‪/1‬أوالً) من االمر المطعون فيه والمتعلق باإلعفاء من‬
‫مهام مدير عام‪ ،‬فإنه وبالرجوع الى األوليات المرافقة لعريضة الدعوى يتضح أن المدعي‬
‫يشغل المنصب المذكور وكالة وليس أصالة وإن استمراره باشغال المنصب المذكور‬
‫وتقاضيه راتب ومخصصات ذلك المنصب خالل الفترة المذكورة ال يضفي عليه الشرعية‬
‫القانونية بالتعيين أصالة وانما يبقى في إطار التكليف المؤقت كون تعيين المدراء العامين‬
‫على مالك مؤسسات الدولة من صالحية مجلس الوزراء استنادا ً الى احكام قانون مجلس‬
‫الوزراء رقم (‪ )20‬لسنة ‪ ،1991‬وحيث إن إنهاء تكليفه من مهام المنصب المذكور كان‬
‫بذات االداة التي تم تكليفه بها ومن ثم فإن االمر المطعون فيه واجراءات اصداره تكون‬
‫صحيحة وموافقة للقانون مما يجعل دعواه المتعلقة بإلغاء الفقرة (‪/1‬أوال) من االمر‬
‫المطعون فيه واجبة الرد‪..((( )......‬‬

‫البند الثاني ‪ -‬أنواع اإلعفاء من المناصب اإلدارية‪-:‬‬


‫يتخذ اإلعفاء من المناصب القيادية اإلدارية سواء أكان المنصب الذي يشغله الرئيس‬
‫األعلى أم الرئيس المباشر أم رئيس الدائرة أو شاغلي المناصب العليا نوعين من حيث إنهاء‬
‫التكليف باإلعفاء منها‪ ،‬وهي كاألتي‪:‬‬
‫النوع األول ‪ -‬اإلعفاء االختياري‪ :‬يتم هذا اإلعفاء بإرادة الموظف العام إذ تظهر هذه‬
‫اإلرادة عن طريق تقديم الموظف الذي يشغل المنصب اإلداري طلبا ً الى الجهة اإلدارية التي‬
‫أصدرت أمر بتكليفه بمهام المنصب طلبا ً يروم فيه إنهاء دوره في ممارسة مهام المنصب‬
‫ومسؤولياته القيادية‪ ،‬متضمنا ً أسبابا ً أمنية أو فنية أو صحية يستند إليها مقدم الطلب‬
‫يرجو من اإلدارة الموافقة على طلب إعفاءه من المنصب الذي يشغله وإعادته الى وظيفته‬
‫التي كان يشغلها قبل توليه مهام المنصب المعفى منه‪ ،‬ويقوم هذا النوع من اإلعفاء على‬
‫‪ -1‬ينظر حكم المحكمة اإلدارية العليا في العراق رقم(‪ /728/727‬قضاء موظفين – تمييز ‪ ،2016 /‬في ‪)2017/1/12‬‬
‫قرارات مجلس الدولة وفتاواه لعام ‪.2017‬‬

‫‪33‬‬
‫مجلة كلية اإلسراء الجامعة للعلوم االجتماعية واالنسانية ‪ -‬المجلد (‪ - )1‬العدد (‪ - )1‬لسنة ‪2019‬‬

‫أساس منطقي هو واجب الدولة أن تكفل لمواطنيها توفير العمل المناسب لهم بما يكفل‬
‫لهم كذلك الهدوء واالستقرار الالزمين ألداء العمل الوظيفي(((‪.‬‬
‫وبناء على ذلك فإن الواقع العملي أثبت أن تقديم طلب اإلعفاء الى الرئيس اإلداري قد‬
‫ال يوافق عليه ويرفضه أما شفهيا ً أو تحريرياً‪ ،‬وقد يوافق عليه تحريريا ً أو بشكل شفي‪،‬‬
‫وبذلك يكون الموظف قد تم إعفاءه من مهام منصبه بمجرد الموافقة‪ ،‬ألن الموافقة على‬
‫الطلب أو رفضه هو قرار إداري وإن اإلدارة غير ملزمة بطريقه معينه بتبليغ قراراتها‬
‫وخصوصا ً أن القانون الخدمة المدنية رقم (‪ )24‬لسنة ‪ 1960‬المعدل‪ ،‬لم ينظم اإلعفاء‬
‫كطريقة إلنهاء مهام الموظف في منصب أو وظيفة معينة‪.‬‬
‫النوع الثاني ‪ -‬اإلعفاء اإلجباري‪ :‬يتم هذا النوع من اإلعفاء بإرادة اإلدارة التي أصدرت‬
‫أمر التكليف للموظف بشغل المنصب‪ ،‬إذ إن هذه اإلرادة ليست مطلقة لإلدارة وال تتمتع‬
‫بشأنها بسلطة تقديرية‪ ،‬وإنما سلطتها مقيدة بتوافر األسباب القانونية وال يتم إصدار أمر‬
‫اإلعفاء بمجرد توفر األسباب القانونية‪ ،‬وإنما يجب أن يسبقه استجواب للموظف عن‬
‫المخالفات التي ارتكبها عند توليه مهام منصبه‪ ،‬ويتخذ القرار باإلعفاء بالتصويت بأغلبية‬
‫معينه ينص عليها القانون (((‪.‬‬
‫ويقوم هذا النوع على أساس المصلحة العامة التي قد تتضرر من عدم سير المرافق‬
‫العامة بانتظام واستمرار ويمكن أن تتضرر كذلك من إبقاء موظف لم يعد صالحا ً للنهوض‬
‫بأعباء المنصب المكلف به على صعيد العالقات اإلنسانية بينه وبين مرؤوسيه وعلى صعيد‬
‫كفاءته في العمل اإلداري‪ ،‬فاإلدارة بصفتها المشرفة على سير المرافق العامة والمسؤولية‬
‫عن حسن سيرها بما يحقق المصلحة العامة التي أنشأت من أجلها وهي المسؤولية التي‬
‫اقتضت تزويدها بالسلطة في اختيار من ترى فيه الصالحية في النهوض بواجبات وأعباء‬
‫هذه المرافق من العاملين يتعين أن يكون لها السلطة بإنهاء تكليف من كلفته من الموظفين‬
‫بمنصب قيادي بإعفائه‪ ،‬ألنه قد أصبح غير صالح للقيام بهذه المهمة(((‪..‬‬

‫‪ -1‬ينظر د‪.‬عبد الفتاح حسن‪ :‬التأديب في الوظيفة العامة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1964،‬ص‪.41‬‬
‫‪ -2‬ينظر البند(تاسعاً‪ )2/‬من المادة(‪ )7‬من قانون المحافظات غير المنتظمة بإقليم رقم(‪ )21‬لسنة‪2008‬المعدل‪.‬‬
‫‪ -3‬ينظر د‪ .‬محمد محمود ندا‪ :‬انقضاء الدعوى التأديبية‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪204‬‬

‫‪34‬‬
‫التنظيم القانوني للتكليف بالمناصب اإلدارية واإلعفاء منها‬

‫المبحث الثاني‬
‫آلية إعفاء شاغلي المناصب اإلدارية والرقابة عليها‬
‫لقد نظم الدستور والقانون إجراءات إعفاء أصحاب المناصب العليا والهيئات‬
‫المستقلة كإجراء إلنهاء تكليفهم على أثر المخالفات التي أرتكبت منهم أثناء توليهم مهام‬
‫تلك المناصب‪ ،‬وقد تم تنظيم الرقابة القضائية على األوامر الصادرة بإعفاء أصحاب‬
‫المناصب العليا في حالة صدورها بناء على ًإرادة اإلدارة‪ ،‬ولذلك سنتناول هذا المبحث في‬
‫مطلبين نخصص المطلب األول‪ :‬آللية وإجراءات اإلعفاء من المناصب اإلدارية‪ ،‬ونخصص‬
‫المطلب الثاني‪ :‬للرقابة القضائية على قرار اإلعفاء‪.‬‬

‫المطلب األول‬
‫آلية وإجراءات اإلعفاء من المناصب اإلدارية‬
‫ألهميـة دور المناصـب العليـا سـواء أكانـت فـي اإلدارات المحليـة أم فـي اإلدارة‬
‫المركزيـة فـي النظـام االتحـادي‪ ،‬لقـد أوجـد الدسـتور والقانـون إجـراءات خاصـة‬
‫لمحاسـبتهم عندمـا تتحقق األسـباب التـي حددها القانون‪ ،‬لذلك سـنتناول هـذا المطلب‬
‫فـي فرعيـن نخصـص األول‪ :‬آللية إعفـاء شـاغلي الهيئات المسـتقلة‪ ،‬ونخصـص الفرع‬
‫الثاني‪ :‬آللية إعفاء أصحاب المناصب العليا‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫آلية إعفاء مسؤولي الهيئات المستقلة‬
‫لقد نص دستور جمهورية العراق لسنة ‪ ،2005‬على منح مجلس النواب حق استجواب‬
‫مسؤولي الهيئات المستقلة‪ ،‬وفقا ً لإلجراءات المتعلقة بالوزراء‪ ،‬وله إعفاؤهم باألغلبية‬
‫المطلقة(((‪ .‬فقد أجاز الدستور لعضو مجلس النواب‪ ،‬وبموافقة خمسة وعشرين عضواً‪ ،‬توجيه‬
‫استجواب الى رئيس مجلس الوزراء أو الوزراء لمحاسبتهم في شؤون التي تدخل في‬
‫اختصاصهم وال تجري المناقشة في االستجواب اال بعد سبعة أيام في األقل من تقديمه(((‪.‬‬
‫‪ -1‬ينظر البند(ثامناً‪3-/‬أ) من المادة(‪ )61‬من دستور جمهورية العراق لسنة‪.2005‬‬
‫‪ -2‬ينظر البند(سادساً‪/‬ج) من المادة(‪ )61‬من دستور جمهورية العراق لسنة‪2005‬‬

‫‪35‬‬
‫مجلة كلية اإلسراء الجامعة للعلوم االجتماعية واالنسانية ‪ -‬المجلد (‪ - )1‬العدد (‪ - )1‬لسنة ‪2019‬‬

‫وبناء على ذلك فإن اإلعفاء يجب أن يسبقه إجراء استجواب لمسؤول الهيأة المستقلة‬
‫إذ يتضمن االستجواب توجيه اتهام له وتقييم أدائه في الشؤون التي تدخل في اختصاصه‪،‬‬
‫ويتم ذلك وفقا ً لإلجراءات التي حددها مجلس النواب في نظامه الداخلي‪ ،‬إذ يقدم طلب‬
‫كتابة إلى رئيس المجلس موقعا ً من طالب االستجواب وبموافقة خمسة وعشرون‬ ‫ً‬ ‫االستجواب‬
‫عضوا على األقل مبينا ً فيه بصفة عامة موضوع االستجواب وبيانا َ باألمور المستجوب عنها‪،‬‬
‫والوقائع والنقاط الرئيسة التي يتناولها االستجواب‪ ،‬ووجه المخالفة الذي ينسبه إلى من‬
‫وجه إليه االستجواب وما لدى المستجوب من أسانيد تؤيد ما ذهب إليه‪ ،‬وال يجوز أن يتضمن‬
‫االستجواب أمورا ً مخالفة للدستور أو القانون أو عبارات غير الئقة‪ ،‬أو أن يكون متعلقا ً‬
‫بأمور ال تدخل في اختصاص الحكومة أو أن تكون في تقديمه مصلحة خاصة أو شخصية‬
‫للمستجوب‪ ،‬كما ال يجوز تقديم طلب استجواب في موضوع سبق للمجلس أن فصل فيه ما‬
‫لم تطرأ وقائع جديدة تسوغ ذلك(((‪.‬‬
‫ومن ثم لمجلس النواب إعفاء مسؤولي الهيئات المستقلة باألغلبية المطلقة لعدد‬
‫أعضاء المجلس الحاضرين بعد اكتمال النصاب‪ ،‬على وفق اإلجراءات المتعلقة بالوزراء(((‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫آلية تكليف أصحاب المناصب العليا في الحكومات المحلية وإعفائهم منها‬
‫لقد نظم قانون المحافظات غير المنتظمة في إقليم رقم(‪ )21‬لسنة ‪ 2008‬المعدل‪،‬‬
‫إجراءات إعفاء أصحاب المناصب العليا بعد أن نظم إجراءات الموافقة على تعيينهم من لدن‬
‫مجلس المحافظة بالتصويت على تعيينهم باألغلبية المطلقة لعدد أعضاء المجلس‪ ،‬إذ يتم‬
‫ترشيح ثالثة أشخاص من قبل المحافظ خالل مدة شهر من تأريخ ترشيحهم(((‪.‬‬
‫ويتم إعفاء أصحاب المناصب العليا على وفق القانون وحسب اإلجراءات اآلتية‪:‬‬
‫‪ .1‬يجب أن يسبق إعفاء أصحاب المناصب العليا جلسة إستجواب من لدن مجلس المحافظة‬
‫بنا ًء على طلب مقدم من خمس أعضاء المجلس أو بنا ًء على اقتراح المحافظ‪.‬‬

‫‪ -1‬ينظر المادة(‪ )58‬من النظام الداخلي لمجلس النواب العراقي‪ ،‬ط‪ ،6‬بغداد‪.2013 ،‬‬
‫‪ -2‬ينظر المادة(‪ )67‬من النظام الداخلي لمجلس النواب العراقي‪ ،‬ط‪ ،6‬بغداد‪.2013 ،‬‬
‫‪ -3‬ينظر المادة(‪ )67‬من النظام الداخلي لمجلس النواب العراقي‪ ،‬ط‪ ،6‬بغداد‪.2013 ،‬‬

‫‪36‬‬
‫التنظيم القانوني للتكليف بالمناصب اإلدارية واإلعفاء منها‬

‫التصويت باألغلبية المطلقة ألعضاء مجلس المحافظة‪.‬‬ ‫‪. 2‬‬


‫يجب أن يكون طلب اإلعفاء مستندا ً على أحد األسباب الحصرية اآلتية‪:‬‬ ‫‪ .3‬‬
‫عدم النزاهة أو استغالل المنصب الوظيفي‪.‬‬ ‫أ‪ .‬‬
‫التسبب في هدر المال العام‪.‬‬ ‫ب‪ .‬‬
‫فقدان أحد شروط العضوية‪.‬‬ ‫ج‪ .‬‬
‫اإلهمال أو التقصير المتعمدين في أداء الواجب والمسؤولية‪.‬‬ ‫د‪ .‬‬

‫ومن ثم نجد أن سلطة اإلدارة في اإلعفاء من المناصب اإلدارية القيادية تخضع لثالثة قيود‪:‬‬
‫‪ .1‬ال تشمل الموظفين العاملين في الوظيفة العامة كافة‪ ،‬وإنما تنصرف الى‬
‫بعض الموظفين ممن تتميز وظائفهم بطابع سياسي يبرر منح اإلدارة (مجلس‬
‫الوزراء أو الوزير أو مجلس المحافظة) سلطة واسعة في تكليفهم وإعفائهم‪.‬‬
‫‪ .2‬إن هذه السلطة مقيدة قبل استعمالها بمنح الموظف فرصة الدفاع عن نفسه‬
‫بحد أدنى من الضمانات كجلسة استجواب ومن ثم ال يمكن تجاوزه‪.‬‬
‫‪ .3‬أن قرار اإلعفاء يحتفظ بصفته اإلدارية فيجوز الطعن فيه أمام محكمة قضاء‬
‫الموظفين إلغا ًء وتعويضا ً على أساس عيوب القرار اإلداري كعيب عدم االختصاص‬
‫وعيب الشكل وعيب السبب وعيب المحل وعيب إساءة استخدام السلطة‪.‬‬

‫الفرع الثالث‬
‫آلية تكليف أصحاب المناصب اإلدارية وإعفائهم منها‬
‫أن الوظيفة العامة تكليف وطني وخدمة اجتماعية يستهدف القائم بها المصلحة‬
‫العامة وخدمة المواطنين في ضوء القواعد القانونية النافذة(((‪.‬‬
‫وبناء على ذلك فقد تكلف اإلدارة الموظف العام بمهام بعض المناصب القيادية‬
‫ً‬
‫وكالة‪ ،‬إذا رأته أهالً لشغل المنصب إذ يكون‬ ‫ً‬
‫أصالة أم‬ ‫سواء أكان هذا التكليف بالمنصب‬
‫معيار األهلية لديها تمتع الموظف بالخبرة والكفاءة والنزاهة‪ ،‬ولها كذلك إعفاءه من المنصب‬
‫إذا رأته قد ارتكب أفعاال ً خالف بها القانون واألنظمة والتعليمات وتوجيهات الرئيس اإلداري‬
‫‪ -1‬ينظر المادة(‪ )3‬من قانون انضباط موظفي الدولة والقطاع العام رقم(‪ )14‬لسنة‪1991‬المعدل‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫مجلة كلية اإلسراء الجامعة للعلوم االجتماعية واالنسانية ‪ -‬المجلد (‪ - )1‬العدد (‪ - )1‬لسنة ‪2019‬‬

‫األعلى‪ ،‬وإن اإلدارة ال تصدر قرارا ً بإعفاء الموظف إال بناء على توصيات لجنة تحقيقية‬
‫مشكلة بأمر إداري وبموجب القانون في حالة وجود مخالفات وظيفية ارتكبها شاغل‬
‫المنصب فتصدر اإلدارة قرارها بإعفائه بنا ًء على سلطتها التقديرية‪ ،‬وإن هذه السلطة‬
‫ليست مطلقة وإنما مقيدة بعدم التعسف في استعمال السلطة في حالة التكليف أصالة(((‪.‬‬
‫وقد يؤثر تكليف الموظف بمهام المنصب أصالة ًأو وكالة في سلطة اإلدارة بإنهاء‬
‫تكليفه بمهام المنصب‪ ،‬فقد تتمتع اإلدارة بسلطة تقديرية واسعة تجاه الموظف المكلف‬
‫وكالة فقد تنهي تكليفه بإصدار أمر إعفاءه من منصبه متى رأت ذلك متفقا ً مع‬ ‫ً‬ ‫بالمنصب‬
‫حسن سير المرفق بانتظام واستمرار وبعد ثبوت ارتكابه لمخالفات وظيفية(((‪.‬‬
‫ويذهب رأي في الفقه اإلداري نؤيده الى‪ :‬أن التكليف حالة غير قانونية لم ينص‬
‫عليها قانون الموظفين وال أي نظام أخر في المؤسسات العامة‪ ،‬ومن مشكالت التكليف‬
‫بالوكالة إنه أصبح المكلف يشعر وكأنه هو الموظف األصل وال يترك أية طريقة من طرق‬
‫الوساطة والضغوط اال ويسلكها حتى يبقى في المنصب الذي كلف بمهامه‪ ،‬ولو كانت‬
‫الشروط القانونية غير متوافرة فيه ألشغال المنصب(((‪.‬‬
‫ً‬
‫أصالة فإن اإلدارة ال تمتلك أزائه سلطة تقديريه واسعة بإعفائه مباشر ًة‬ ‫إما التكليف‬
‫وإنما يتطلب األمر موافقة الوزير المختص أو مجلس الوزراء‪ ،‬ومن ذلك نخلص الى أن‬
‫اإلدارة قبل أصدار أمر اإلعفاء يجب أن تقوم باإلجراءات اآلتية‪:‬‬
‫‪ .1‬تشكيل لجنة تحقيقية كضمانة للموظف لتقديم دفاعه ضد ما نسب اليه من‬
‫مخالفات إدارية تدل على سوء إدارته لمسؤوليات المنصب المكلف به‪.‬‬
‫‪ .2‬تستند اإلدارة عاد ًة في إصدار أمر اإلعفاء على المصلحة العامة وحسن سير‬
‫المرفق العام‪.‬‬
‫‪ .3‬عند صدور قرار إنهاء تكليف الموظف بمهام منصبه يجب على اإلدارة إعادته‬
‫إلى وظيفته السابقة وبنفس درجته وعنوانه الوظيفي السابق‪.‬‬
‫‪ -1‬ينظر قرار الهيئة العامة في مجلس شورى الدولة (سابقاً) المحكمة االدارية العليا (حالياً) رقم(‪ /481‬انضباط‪/‬‬
‫تمييز‪ )2009/‬في ‪ ،209/12/28‬قرارات وفتاوى مجلس الدولة لسنة‪ ،2009‬ص‪.430-429‬‬
‫‪ -2‬ينظر حكم المحكمة االدارية العليا العراقية رقم(‪ /66‬قضاء موظفين‪ /‬تمييز‪ )2014/‬في ‪ ،2015/2/26‬قرارات‬
‫وفتاوى مجلس الدولة لسنة‪ ،2015‬ص‪.297‬‬
‫‪ -3‬ينظر د‪ .‬طارق المجذوب‪ :‬االدارة العامة‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،2003 ،‬ص‪582‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫التنظيم القانوني للتكليف بالمناصب اإلدارية واإلعفاء منها‬

‫‪ .4‬تتمتع اإلدارة بسلطة تقديرية واسعة تجاه الموظف المكلف بمهام المنصب‬
‫اإلداري بالوكالة‪ ،‬ألنها تستطيع إعفاءه كلما تطلب سير المرفق العام ذلك‪ ،‬أما‬
‫ً‬
‫أصالة فيجب الموافقة على إعفائه مجلس الوزراء بعد‬ ‫المكلف بمهام المنصب‬
‫موافقة الوزير المختص‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫أثر قرار التكليف بالمناصب اإلدارية واإلعفاء منها على شاغليها والرقابة عليه‬
‫تمارس اإلدارة سلطات واسعة في سبيل إدارة المرافق العامة بانتظام واستمرار‬
‫على أن تكون ممارسة هذه السلطات مقيدة بتحقيق المصلحة العامة‪ ،‬ومن سلطاتها المهمة‬
‫في ذلك إصدار قرارات بتكليف بعض الموظفين لتقلد مناصب إدارية قيادية وفقا ً لما تراه‬
‫مناسب وفي ذات الوقت قد تنهي تكليف ذلك الموظف بإعفائه من ذلك المنصب وبذلك قد‬
‫يرتب قرارها باإلعفاء أثارا ً قد تكون ضارة في مركز القانوني للموظف ونتيجة لذلك يلجأ‬
‫الموظف إلى قاضية الطبيعي لغرض إنصافه من تعسف اإلدارة‪ ،‬لذلك سنتناول هذا المطلب‬
‫في فرعين نخصص األول‪ :‬آلثر قرار التكليف واإلعفاء على شاغل المنصب اإلداري‪،‬‬
‫ونخصص الفرع الثاني‪ :‬للرقابة القضائية على قرار اإلعفاء من مهام المنصب المكلف به‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫أثر أمر التكليف واإلعفاء على شاغلي المناصب اإلدارية‬
‫القاعـدة العامـة أن جميـع التصرفـات التـي تقـوم بهـا اإلدارة ترتـب أثـارا ً على‬
‫المراكـز القانونيـة لألفـراد التـي تخاطبهم قراراتها سـواء أكانـت هذه اآلثـار إيجابية أم‬
‫سـلبية‪ ،‬وإن أوامـر تكليـف الموظـف بمهـام منصب معيـن يترتـب عليه تغييـر مركزه‬
‫القانـون وزيـادة المهـام الملقاة على كاهلـه وتمتعه بامتيـازات ذلك المنصـب من حيث‬
‫الراتـب والمخصصـات‪ ،‬ومن ثم يكون مسـؤوال ً عن جميـع التصرفات المخالفـة للقانون‬
‫والتعليمـات‪ ،‬وبنـاء علـى ذلك فـإن ألوامر اإلعفاء مـن المناصـب اإلدارية التـي تصدرها‬
‫اإلدارة بإنهـاء تكليـف شـاغليها من مهامهـم أثارا ً قد تمـس مركز الموظـف المعفى من‬
‫المنصـب سـواء أكان اإلعفـاء صـدر بنـا ًء علـى طلـب الموظف (اإلعفـاء االختيـاري) أم‬
‫‪39‬‬
‫مجلة كلية اإلسراء الجامعة للعلوم االجتماعية واالنسانية ‪ -‬المجلد (‪ - )1‬العدد (‪ - )1‬لسنة ‪2019‬‬

‫صـدر بنـاء علـى رغبـة اإلدارة بإعفائـه مـن مهـام منصبـه (اإلعفـاء اإلجبـاري)‪ ،‬لذلك‬
‫يمكن أن نقسم آثر أمر اإلعفاء من حيث صوره إلى نوعين‪:‬‬
‫األول‪ -‬أثر اإلعفاء بنا ًء إرادة الموظف‪ :‬قد يواجه الموظف الذي تقدم بطلب إنهاء‬
‫تكليفه من منصبه نتيجة لتعسف رئيسه اإلداري سواء أكان المباشر أم األعلى إذ يعده من‬
‫المنافسين له واألعداء فيبدأ بإبعاده من رئاسة اللجان اإلدارية داخل المؤسسة التي يعمل‬
‫بها ومن عضويتها ويحاول الحد من نشاطه االيجابي داخل الدائرة إذ يعرقل الحصول على‬
‫بعض االمتيازات الذي يستحقها الموظف بناء استحقاقه الوظيفي‪ ،‬ويعمل على تطبيق‬
‫النظم والتعليمات بشكل تعسفي وال يراعي العالقات اإلنسانية تجاهه مما يجعله مهدد وفي‬
‫حالة ضغط نفسي يدفعه الى ترك العمل داخل المؤسسة أو تقديم طلب لنقه إلى دائرة‬
‫أخرى‪ ،‬وهذا ما أثبته الواقع العملي في الوظيفة اإلدارية‪.‬‬
‫الثاني‪ -‬أثر اإلعفاء الصادر بإرادة اإلدارة‪ :‬قد تصدر اإلدارة أوامر بإنهاء تكليف‬
‫الموظف من االستمرار بممارسة مهام منصبه فتعفيه منه‪ ،‬مستندة في ذلك الى المصلحة‬
‫العامة وإعادة الموظف الى وظيفته السابقة التي كان يشغلها قبل تكليفه بمهام المنصب‬
‫وبذلك يترتب على قرارها تغيير عنوان الموظف من اختصاص تربوي(مشرف) إلى عنوان‬
‫مدرس أو معلم مما يترك أثرا ً على المركز القانوني للموظف ماديا ً وأدبيا ً(((‪.‬‬
‫وبذلك فإن قرارها يكون فيه تعسفا ً ألن العنوان الوظيفي حق مكتسب للموظف وال‬
‫يجوز المساس به‪ ،‬وعلى اإلدارة بعد إنهاء التكليف أن ال تمس العنوان الوظيفي للموظف إذ‬
‫ال يمكن أن تعيده إلى درجة أدنى من الدرجة التي كان يشغلها‪ ،‬وهذا ما ذهبت إليه محكمة‬
‫قضاء الموظفين فقد جاء في حيثيات حكمها‪ ....( :‬وحيث أن العنوان الوظيفي هو حق‬
‫للموظف يجوز لإلدارة أن تكلف من تراه أهالً لشغل المنصب أو إعفائه منه على أن ال‬
‫يترتب على اإلعفاء تنزيل الدرجة الوظيفية للموظف بل يتم تسكينه بعنوان وظيفي يعادل‬
‫العنوان الوظيفي الذي كان يشغله‪.((()...‬‬
‫‪ -1‬ينظر قراري مجلس االنضباط العام (سابقاً) محكمة قضاء الموظفين (حالياً) رقم(‪ /253‬مدنية‪ )2006‬في‬
‫‪ ،2006/12/28‬وكذلك قرار رقم(‪/257‬مدنية ‪ /‬انضباط‪ /‬في ‪ )2006/12/28‬قرارات وفتاوى مجلس الدولة‬
‫لسنة‪ ،2006‬ص‪.356-355‬‬
‫‪ -2‬ينظر حكم المحكمة االدارية العليا العراقية رقم(‪ /472‬قضاء موظفين‪ /‬تمييز‪ )2013/‬في‪ ،2014/4/3‬لفته هامل‬
‫العجيلي‪ :‬قضاء المحكمة االدارية العليا‪ ،‬ط‪ ،1‬مطبعة الكتاب‪ ،‬بغداد‪ ،2016 ،‬ص‪.259 258-‬‬

‫‪40‬‬
‫التنظيم القانوني للتكليف بالمناصب اإلدارية واإلعفاء منها‬

‫وبناء على ذلك فإن قرار التكليف من جانب اإلدارة للموظف بمسؤولية مهام‬
‫المناصب القيادية‪ ،‬ينتهي عاد ًة بإنهاء ذلك التكليف بأمر صادر من الجهة ذاتها بإعفائه من‬
‫مهام منصبه‪ ،‬وعلى اإلدارة عدم اإلضرار بالموظف بتغيير عنوانه الوظيفي أو تكييف قرار‬
‫اإلعفاء بأنه إنهاء للرابطة الوظيفة بين اإلدارة والموظف أو تتعسف باستعمال هذه السلطة‬
‫الممنوحة لها لممارسة نشاطها مخالفة بذلك روح القانون‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫الرقابة على أمر إعفاء الموظف من مهام المنصب المكلف بها‬
‫أن اإلدارة في إطار ممارستها لنشاطها في تسيير المرافق العامة‪ ،‬قد تعمل على‬
‫تكليف بعض الموظفين لشغل بعض المناصب اإلدارية على وفق سلطتها التقديرية لكفاءة‬
‫وخبرة الموظف التي اكتسبها طيلة مدة وجوده في مجال العمل الوظيفي‪ ،‬فتارة تكلف‬
‫ً‬
‫أصالة‬ ‫وكالة لبعض الموظفين بمهام منصب معين‪ ،‬وتارة أخرى تكلف‬ ‫ً‬ ‫اإلدارة وبشكل‬
‫بمهام ذلك المنصب‪ ،‬لذلك سنتناول هذا الفرع في البنود اآلتية‪-:‬‬

‫ً‬
‫أصالة‪:‬‬ ‫البند األول ‪ -‬رقابة القاضي اإلداري على إعفاء شاغلي المناصب اإلدارية‬
‫أن أمر اإلعفاء الصادر بحق الموظف الذي يشغل المنصب اإلداري هو قد يتعرض‬
‫إلى حقوق الخدمة المدنية للموظف مما يؤثر على تمتعه باالمتيازات الوظيفية التي‬
‫يستحقها مما قد تدفعه للجوء إلى محكمة قضاء الموظفين للطعن بقرارات اإلدارة ملتمسا ً‬
‫منها إنصافه من تعسف اإلدارة‪ ،‬فقد تختص محكمة قضاء الموظفين به بموجب المادة‬
‫(‪ )59‬من قانون الخدمة المدنية رقم(‪ )24‬لسنة‪1960‬المعدل‪ ،‬وقد ذهبت محكمة قضاء‬
‫الموظفين إلى النظر في قرارات اإلعفاء من المناصب اإلدارية منها تحديد آلية اإلعفاء من‬
‫المناصب القيادية بقولها‪( :‬أن أمر تعيين وكيل أمانة بغداد للشؤون البلدية جاء وفق اآللية‬
‫المنصوص عليها في الدستور وأن إعفائه وعزله يقتضي أن يتم بنفس آلية التعيين)(((‪.‬‬

‫‪ -1‬ينظر قراري مجلس االنضباط العام (سابقاً) محكمة قضاء الموظفين (حالياً) رقم(‪ / 188‬انضباط‪ /‬تمييز‪2008/‬في‬
‫‪ ،)2008/9/18‬خميس عثمان خليفة‪ :‬المرشد لقرارات وفتاوى مجلس الدولة والمحكمة االدارية العليا‪،‬ط‪ ،2‬مكتب‬
‫زاكي‪ ،‬بغداد‪ ،2016 ،‬ص‪.228‬‬

‫‪41‬‬
‫مجلة كلية اإلسراء الجامعة للعلوم االجتماعية واالنسانية ‪ -‬المجلد (‪ - )1‬العدد (‪ - )1‬لسنة ‪2019‬‬

‫وفي قرار أخر بينت الجهة المختصة بإعفاء أصحاب المناصب العليا التابعين‬
‫للسلطات المركزية‪ ،‬فقد قضت (الهيئة العامة سابقاً) المحكمة اإلدارية العليا حاليا ً في‬
‫مجلس الدولة بأن‪( :‬إن القرار الصادر من مجلس محافظة واسط المتضمن إعفاء المدعي‬
‫من منصبه إلهماله وتقصيره المتعمدين في أداء واجبه ومسؤولياته من دون أن يكون‬
‫المدعي(المميز) تابع الى المدعى عليه (المميز عليه) ال يملك صالحية إصدار هذا القرار‬
‫فيكون القرار معدوما ً لصدوره من جهة غير ذات اختصاص ومستوجبا ً للسحب وال تسري‬
‫عليه مدد الطعن‪ ،‬ألن مدد الطعن ال تلحق القرار المعدوم الذي شابه عيب جوهري في ركن‬
‫االختصاص) (((‪.‬‬
‫وفي حكم أخر ألغى بموجبه قرار اإلدارة بإعفاء الموظف من منصبه فقد ذهب‬
‫(مجلس االنضباط العام سابقاً) محكمة قضاء الموظفين حاليا ً في قرارا ً له جاء في‬
‫حيثياته‪(:‬إن المدعي يعمل باختصاص تربوي في المديرية العامة لتربية ذي قار التابعة‬
‫إلى المدعي عليه األول وأن المدعي عليه‪ ،‬قد صدر األمر الوزاري‪ .....‬بناء على كتاب تربية‬
‫ذي قار‪ .....‬يقضي بإعفائها من منصب مشرفة تربوية وإعادتها الى معلمة لكونها عضوة‬
‫في حزب البعث (المنحل) ومشمولة بعدم بقائها في المناصب القيادية‪ ،‬كما يدعي وكيل‬
‫المدعي عليه بالئحته‪ ......‬وان األمر قد صدر بناء على كتاب هيأة اجتثاث البعث المحلية في‬
‫ذي قار‪ .......‬وحيث أن قرار الهيأة الوطنية العليا الجتثاث البعث رقم(‪ )2‬في ‪،2003/9/14‬‬
‫قد حددت المناصب الخاصة أو المسؤولية التي ال يجوز منحها لمن كان بدرجة عضو فرقه‬
‫فما فوق وبدرجة وظيفية خاصة من مدير عام فما فوق أو ما يعادلها من المستشارين‬
‫والخبراء في النظام السابق ولم يكن من بين تلك الوظائف وظيفة المشرف التربوي لذلك‬
‫فإن تغيير المدعي عليه لوظيفة المدعية من مشرفة تربوية إلى معلمة ال سند لها من‬
‫القانون‪ ،‬وتأسيسا ً على ما تقدم قرر المجلس باالتفاق إلغاء قرار المدعي عليه – إضافة‬
‫لوظيفته بتغيير عنوان المدعية (مشرفة تربوية) إلى معلمة‪.((().....‬‬

‫‪ -1‬ينظر قرار الهيئة العامة في مجلس شورى الدولة سابقا ً المحكمة االدارية العليا حاليا ً رقم(‪ /270‬انضباط‪/‬‬
‫تمييز‪ )2010/‬في‪ ،2010/5/31‬قرارات وفتاوى مجلس الدولة لسنة‪ ،2010‬ص‪.372-371‬‬
‫‪ -2‬ينظر قراري مجلس االنضباط العام (سابقاً) محكمة قضاء الموظفين (حالياً) رقم(‪ /257‬انضباط ‪2006/‬في‬
‫‪ ،)2006/12/28‬قرارات وفتاوى مجلس الدولة لسنة‪ ،2006‬ص‪.357-356‬‬

‫‪42‬‬
‫التنظيم القانوني للتكليف بالمناصب اإلدارية واإلعفاء منها‬

‫البند الثاني ‪-‬‬


‫ً‬
‫وكالة‪:‬‬ ‫رقابة القاضي اإلداري على إعفاء شاغلي المناصب اإلدارية‬
‫إذا كانت السلطة التقديرية بوجه عام هي تمتع اإلدارة بقسط من حرية التصرف‬
‫عندما تمارس اختصاصاتها القانونية‪ ،‬إذ يكون لإلدارة تقدير التصرف أو االمتناع عن‬
‫اتخاذه أو اتخاذه على نحو معين أو اختيار الوقت الذي تراه مناسبا ً أو مالءما ً للتصرف (((‪.‬‬
‫فإن السلطة التقديرية وعلى األخص في مجال شغل المناصب اإلدارية العامة إن‬
‫اإلدارة عند قيامها بإختيار بعض االفراد لشغل الوظائف العامة تكون غير ملتزمة بإتباع‬
‫وسائل أو أساليب التعيين العادية لتولي الوظائف العامة كإمتحان المسابقة أو االنتخاب‪،‬‬
‫بل تستقل اإلدارة بإرادتها المنفردة في اختيار من تشاء لشغل هذه المناصب مباشرة من‬
‫دون أتباعها إلجراءات محددة سلفا ً أو اإلعالن عن شغل هذه الوظائف حتى ولو أعلنت عنها‬
‫فهي غير ملتزمة بقواعد محددة‪ ،‬بل تستقل بإرادتها المنفردة في اختيار الشخص الذي‬
‫تراه مناسبا ً لشغل هذه المناصب اإلدارية(((‪.‬‬
‫إال إن اإلدارة تكون ملتزمة بما يحدده القانون واألنظمة الوظيفية من شروط‪ ،‬إذ‬
‫تلتزم اإلدارة بضوابط ومعايير معينة تتقيد بها في مجال االختيار للوظائف العامة تحقيقا ً‬
‫للصالح العام‪ ،‬ألن من شأن االلتزام بهذه الضوابط تحقيق مصلحة الوظيفة العامة نفسها‬
‫من حيث رفع مستوى األداء الوظيفي في الجهاز اإلداري للدولة وما يستتبعه زيادة اإلنتاج‬
‫من ناحية وتحقيق مصلحة شاغلي المناصب اإلدارية‪ ،‬والى ذلك ذهبت المحكمة اإلدارية‬
‫العليا في مصر بالقول‪( :‬إذا كان التعيين في الوظائف العامة هو من المالءمات التقديرية‬
‫التي تترخص فيها الجهة اإلدارية في حدود ما تراه متفقا ً مع الصالح العام إال أن ذلك‬
‫مشروط بمراعاة ما نص عليه القانون فيها‪..((( )....‬‬
‫وفي ذات االتجاه سار قضاء مجلس الدولة العراقي بشأن إستقالل اإلدارة بتكليف‬
‫الموظفين بالمناصب اإلدارية العليا بالوكالة وإعفائهم منها بناء على سلطتها التقديرية في‬
‫‪ -1‬ينظر د‪ .‬عصام عبد الوهاب البرزنجي‪ :‬السلطة التقديرية لإلدارة والرقابة القضائية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪ ،1970‬ص‪.61‬‬
‫‪ -2‬ينظر د‪ .‬بدوي عبد العليم سيد محمد‪ :‬مبدأ الصالحية في الوظائف العامة وضمانات تطبيقها‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.297‬‬
‫‪ -3‬ينظر حكم المحكمة اإلدارية العليا في مصر في الطعن رقم(‪ )1127‬لسنة‪8‬ق‪ .‬عليا‪ ،‬جلسة ‪ /1966/1/9‬ملف رقم‬
‫(‪ )297 /36 /11‬أشار إليه د‪ .‬بدوي عبد العليم سيد محمد‪ :‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.302‬‬

‫‪43‬‬
‫مجلة كلية اإلسراء الجامعة للعلوم االجتماعية واالنسانية ‪ -‬المجلد (‪ - )1‬العدد (‪ - )1‬لسنة ‪2019‬‬

‫هذا الخصوص‪ ،‬فقد ذهبت محكمة اإلدارية العليا في العراق إلى إرساء مبدأ قانوني يقضي‬
‫بإنتفاء الرقابة القضائية على قرارات اإلدارة بإعفاء أصحاب المناصب القيادية وكالة‪ ،‬جاء‬
‫فيه‪( :‬ال رقابة للقضاء اإلداري على سلطة اإلدارة في إنهاء تكليف الموظف بالمنصب‬
‫بالوكالة) (((‪.‬‬
‫ونخلص من ذلك أن تكليف الموظفين لشغل المناصب اإلدارية يختلف من حيث‬
‫األثر بإختالف أنواعه‪ ،‬فنجد في التكليف بشغل المناصب اإلدارية أصالة يراقب القاضي‬
‫اإلداري عناصر القرار اإلداري الصادر بالتكليف الموظف وإعفائه لمنع تعسف اإلدارة في‬
‫استعمال سلطتها‪ ،‬أما في التكليف لشغل المناصب بالوكالة يمتنع القاضي اإلداري عن‬
‫النظر ومراقبة عناصر القرار الصادر من اإلدارة بإعفاء المكلف وكالة من مهام منصبه‬
‫كونه من مالءمات االدارة التي تستقل بها وحدها‪.‬‬

‫الخاتمة‬
‫من خالل هذا البحث المتواضع تم تسليط الضوء على إجراء قانوني أصبح بحكم‬
‫المألوف في دوائر الدولة المرتبطة وغير المرتبطة بوزارة‪ ،‬إذ يتم اتخاذه بأمر يصدر من‬
‫مجلس الوزراء أو من الوزارات‪ ،‬الختيار وتغير شاغلي المناصب اإلدارية العليا التابعين لها‬
‫من دون أن يكون لها تنظيم قانوني يبين آلية وإجراءات إصدار أمر التكليف بالمناصب‬
‫اإلدارية واإلعفاء منها سوى ما جرى عليه العرف اإلداري أو حسب قاعدة توازي االختصاص‪،‬‬
‫وحتى إن فهم اإلدارة لقرار الصادر بإعفاء شاغل تلك المناصب هو طريقة إلنهاء الرابطة‬
‫الوظيفية بين الموظف واإلدارة من جهة ويفهم من جانب األفراد بأن أمر اإلعفاء ترتب عليه‬
‫تغيير المركز القانوني للموظف المعفى من المنصب اإلداري الذي كان يشغله مما ترتب‬
‫عليه تعسفا ً وإجحافا ً لحقوق الموظفين الذي يتم إعفائهم من المناصب التي كانوا يشغلونها‬
‫اذ يعتقد كثير من شاغلي المناصب المكلفين بها وكالة‪ ،‬يكون بطول مدة بقائهم فيها‪ ،‬قد‬
‫أصالة مما يترتب عليه الطعن بهذه القرارات الصادرة باإلعفاء أمام‬‫ً‬ ‫أصبح هذا التكليف‬
‫محاكم مجلس الدولة‪ ،‬إللغائها فيكون نتيجة لذلك الطعن أمام القضاء اإلداري أما إلغاء‬
‫‪ -1‬ينظر حكم المحكمة االدارية العليا العراقية رقم(‪ /728/727‬قضاء الموظفين‪ -‬تمييز‪ )2016/‬في‪،2017/1/12‬‬
‫قرارات مجلس الدولة العراقي وفتاواه لعام ‪ ،2017‬ص‪.441‬‬

‫‪44‬‬
‫التنظيم القانوني للتكليف بالمناصب اإلدارية واإلعفاء منها‬

‫ً‬
‫أصالة وإعادة الحقوق ألصحابها أو بتأييد قرارات اإلدارة بإعفاء‬ ‫قرارات اإلعفاء بالتكليف‬
‫شاغل المنصب وكالة بوصفها من مالءمات السلطة التقديرية لإلدارة تار ًة أخرى‪.‬‬
‫لذلك نتقدم ببعض المقترحات في هذا المجال عسى أن تسهم في بشكل إيجابي في‬
‫تعديل قانون الخدمة رقم(‪ )24‬لسنة ‪ 1960‬المعدل‪ ،‬أو مشروع قانون الخدمة المدنية‬
‫الجديد‪:‬‬
‫‪ .1‬تنظيم مسألة التكليف أصالة لشغل المناصب اإلدارية واإلعفاء منها في‬
‫نصوص خاصة ضمن إجراءات التكليف واإلعفاء في الوظائف القيادية في‬
‫قانون الخدمة المدنية‪.‬‬
‫‪ .2‬تنظيم األثر المترتب على قرار اإلعفاء باحتفاظ الموظف المعفى من المنصب‬
‫بعنوانه الوظيفي أو وظيفته السابقة قبل تكليفه بمهام المنصب‪.‬‬
‫‪ .3‬تنظيم التكليف لشغل المناصب وكالة وبشكل دقيق وال يتم اللجوء إليها اال في‬
‫ً‬
‫وكالة من الدائرة أو‬ ‫أضيق نطاق وبشروط معينة وتحديد الموظف المكلف‬
‫المؤسسة ذاتها‪ ،‬لكونه على علم بتفاصيل اإلدارة ومن ذوي الخبرة في اإلدارة‬
‫ومن الذي مضي على تعيينه مدة من الزمن في خدمة الدائرة المعنية ومن‬
‫المعروف باالنضباط والكفاءة وحسن السيرة والسلوك‪.‬‬
‫‪ .4‬أن يقدم المكلف عند تكليفه مقترحات تسهم في زيادة أداء الخدمات من قبل‬
‫المرفق أو الدائرة وزيادة اإلنتاج والقضاء على البيروقراطية اإلدارية (الروتين‬
‫اإلداري) في الدائرة التي يعمل بها‪.‬‬
‫‪ .5‬متابعة تنفيذ المكلف بالمنصب للمقترحات المقدمة من قبله عن التكليف‬
‫بالمنصب من قبل لجنة وزارية لغرض التأكد من حسن االداء الوظيفي وزيادة‬
‫تقديم الخدمات للجمهور وتقديم الحلول للمشكالت التي تواجه المرفق العامة‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫مجلة كلية اإلسراء الجامعة للعلوم االجتماعية واالنسانية ‪ -‬المجلد (‪ - )1‬العدد (‪ - )1‬لسنة ‪2019‬‬

‫المصادر‪-:‬‬
‫أوال‪ -‬كتب اللغة‪:‬‬
‫‪ .1‬جبران مسعود (‪ )2005‬رائد الطالب المصور معجم لغوي عصري‪ ،‬دار العلم للماليين‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪ .2‬محمد بن أبي بكر عبد القادر الرازي (‪ )1983‬مختار الصحاح‪ ،‬دار الرسالة‪،‬الكويت‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ -‬الكتب القانونية‪:‬‬


‫‪ .1‬د‪ .‬أنور أحمد رسالن (‪ )1994‬الوظيفة العامة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ .2‬د‪ .‬بدوي عبد العليم سيد محمد (‪ )2006‬مبدأ الصالحية في الوظائف العامة وضمانات تطبيقها‪ ،‬ط‪ ،1‬دار‬
‫النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ .3‬د‪ .‬حسن محمد هند (‪ )2005‬الموسوعة القضائية في شرح أحكام قانون نظام العاملين المدنيين بالدولة‬
‫رقم(‪ )47‬لسنة ‪1978‬وتعديالته‪ ،‬دار الكتب القانونية‪ ،‬مصر‪.،‬‬
‫‪ .4‬د‪ .‬طارق المجذوب (‪ )2003‬اإلدارة العامة‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ .5‬د‪ .‬عبد الفتاح حسن (‪ )1964‬التأديب في الوظيفة العامة‪،‬ط‪ ،1‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ .6‬د‪ .‬محمد حسن علي وأحمد فاروق الحميلي (‪ )2004‬الموسوعة العملية في نظام العاملين المدنيين بالدولة‬
‫طرق شغل الوظيفة العامة‪ ،‬دار الكتب القانونية‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ .7‬د‪ .‬محمد رفعت عبد الوهاب (‪ )2017‬النظام العام للوظائف العامة في فرنسا‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.‬‬

‫ثالثاً‪ -‬المجموعات القانونية‪:‬‬


‫‪ .1‬قرارات وفتاوى مجلس الدولة لسنة ‪.2006‬‬
‫قرارات وفتاوى مجلس الدولة لسنة ‪.2007‬‬ ‫‪ .2‬‬
‫قرارات وفتاوى مجلس الدولة لسنة ‪.2008‬‬ ‫‪ .3‬‬
‫قرارات وفتاوى مجلس الدولة لسنة ‪.2010‬‬ ‫‪ .4‬‬

‫‪46‬‬
‫التنظيم القانوني للتكليف بالمناصب اإلدارية واإلعفاء منها‬

‫قرارات وفتاوى مجلس الدولة لسنة ‪.2011‬‬ ‫‪ .5‬‬


‫‪ .6‬قرارات وفتاوى مجلس الدولة لسنة ‪.2015‬‬
‫‪ .7‬قرارات مجلس الدولة وفتاواه لسنة ‪.2017‬‬
‫‪ .8‬خميس عثمان خليفة (‪ )2016‬المرشد لقرارات وفتاوى مجلس الدولة والمحكمة اإلدارية العليا‪،‬ط‪ ،2‬مكتب‬
‫زاكي‪ ،‬بغداد‪.‬‬
‫‪ .9‬لفته هامل العجيلي (‪ )2016‬قضاء المحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬ط‪ ،1‬مطبعة الكتاب‪ ،‬بغداد‪.‬‬

‫رابعاً‪-‬الدساتير والقوانين‪:‬‬
‫دستور جمهورية العراق لسنة ‪.2005‬‬ ‫‪ .1‬‬
‫‪ .2‬النظام الداخلي لمجلس النواب‪ ،‬ط‪.2013 ،6‬‬
‫‪ .3‬قانون الخدمة المدنية رقم(‪ )24‬لسنة‪1960‬المعدل‪،‬‬
‫‪ .4‬قانون انضباط موظفي الدولة والقطاع العام رقم (‪ )14‬لسنة ‪ 1991‬المعدل‪.‬‬
‫‪ .5‬قانون المحافظات غير المنتظمة في إقليم رقم(‪ )21‬لسنة ‪ 2008‬المعدل‪.‬‬
‫‪ .6‬قانون الخدمة المدنية المصري رقم(‪ )81‬لسنة‪.2016‬‬

‫‪47‬‬
‫مجلة كلية اإلسراء الجامعة للعلوم االجتماعية واالنسانية ‪ -‬المجلد (‪ - )1‬العدد (‪ - )1‬لسنة ‪2019‬‬

‫‪48‬‬

Potrebbero piacerti anche