Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

محاولة للفهم والتواصل
محاولة للفهم والتواصل
محاولة للفهم والتواصل
Ebook656 pages4 hours

محاولة للفهم والتواصل

Rating: 1 out of 5 stars

1/5

()

Read preview

About this ebook

يحتوي هذا الكتاب على مجموعة من المقالات القصيرة، يحاول فيها المؤلف فهم الطبيعة البشرية كما رآها واختبرها، بعد أن عمل كطبيب لفترة طويلة، وأستاذ جامعي، وباحث معني بالأخلاقيات وعلم الإنسان الطبي (الأنثروبولوجيا الطبية). يتناول الفصل الأول طبيعة التواصل بين الناس، والطبائع البشرية، بما في ذلك أصناف الإصغاء الفعال، والربط بين السعادة والذكاء، والاكتشافات البحثية والصدف والأفكار التلقائية السلبية وغير ذلك. الفصل الثاني يحتوي على مقالات حول (التطبيب والأخلاقيات الطبية)، وكيف تعكس طبيعة الأعراض المرضية ثقافة المريض. الفصل الثالث يتمحور حول الطب والأدب، وفيه يكتب المؤلف عن أمراض الجاحظ، والاكتئاب بين الطب والأدب، والتشخيصات الطبية في الأدب العربي والإنجليزي وغير ذلك. درس المؤلف في إحدى مدارس وجامعات بريطانيا، وفي الفصل الرابع من الكتاب يتأمل المؤلف في تجربته وذكرياته أيام دراسته هناك. في الفصل الخامس نجد الترجمة الشخصية للمؤلف لأغانٍ إنجليزية مشهورة.
Languageالعربية
Release dateJan 28, 2021
ISBN9789948255567
محاولة للفهم والتواصل
Author

عبدالله أحمد السياري

عبدالله السياري هو أستاذ الباطنة، ورئيس قسم أمراض وزراعة الكُلَى في جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية في الرياض. تحصّلَ على شهادة البكالوريوس(مع مرتبة الشرف) في الكيمياء الحيوية، وبكالوريوس طب، وبكالوريوس جراحة بدرجة الشرف مِن الكلية الجامعية – جامعة لندن. حصل الدكتور السياري على دكتوراه في الطب مِن جامعة لندن، وزمالة الطب الباطني مِن الكليات الملكية للطب الباطني في لندن وإدنبرة، وعلى الماجستير في إدارة الأعمال مِن جامعة شفيلد هالام في إنجلترا. عمل في كلية الطب في الكلية الجامعية بجامعة لندن كمحاضر وكبير المسجِّلين قبل أن يعود إلى المملكة العربية السعودية للعمل كمدير قِسْمَيْ أمراض الكُلى والدراسات العليا والأكاديمية في مستشفى القوات المسلحة بالرياض قبل الانتقال إلى منصبه الحالي في جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية ومدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالرياض. حصل الأستاذ السياري على جائزة المنصورة المرموقة التي تُصدرها ا الأكاديمية المصرية للعلوم ووزارة التعليم العالي المصرية عام 2004. حصل الأستاذ السياري على جائزة الباحث الأول في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية لعام 2011 م، وهو عضو سابق في الجمعية الدولية لأمراض الكُلى، ورئيس اللجنة الفرعية المعنيَّة بالتقدم العالمي لأمراض الكُلى (كومغان) في الشرق الأوسط، وعضو لجنة التعليم التابعة للكومغان. هو أيضًا رئيس سابق للفصل العلمي للجمعية العربية لأمراض الكُلى والزرع الكلوي، ورئيس اللجنة العلمية للجمعية السعودية لأمراض الكُلى، وهو رئيس اللجنة الوطنية السعودية لزراعة الكُلى.

Related to محاولة للفهم والتواصل

Related ebooks

Reviews for محاولة للفهم والتواصل

Rating: 1 out of 5 stars
1/5

1 rating0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    محاولة للفهم والتواصل - عبدالله أحمد السياري

    محاولة للفهم والتواصل

    عبدالله أحمد السياري

    Austin Macauley Publishers

    محاولة للفهم والتواصل

    عبدالله أحمدالسياري

    الإهــــــــــــداء

    حقوق النشر ©

    المقدمة

    الفصل الأول: في التواصل الإنساني وطبيعة البشر

    الإصغاء الفعال وأصنافه

    التعاطف أو التقمص الوجداني (قصة صفية)

    التعميم في الحكم على الأشياء والناسآفة شائعة يغلب عليه الجور

    المال والدين في الانتخابات الرئاسية الأمريكية

    مناهج اتخاذ القرار والمطبَّات التي تكتنفها

    نظرة.. فرقصة.. فزواج.. فإعدام بمقصلة (ملحمة تاريخية)

    نظرة في الحجج الواهية في نهج كتابة مقال الرأي (اختبار البطة)

    تأمُّل في نظرية المؤامرة

    العمل فيما لا ينبغي للعاقل سلوكه (حسب رؤية ابن خلدون)

    السياسة والمحاماة والتجارة: أي تلك الصنعات أجدر بالاحتقار؟

    المصالح أولًا والأخلاق أخيرًا

    ماذا كنت لتقول لأم سامر إن كنتَ الطبيب المداوم في قسم الإسعاف؟(مدخل للتقمص العاطفي)

    مدى صحة جمال الزمن الجميل

    السلالات اليهودية

    متلازمة ديكا دوكا

    المشكلة في ركبتي.. ليس إلا يا دكتور

    الفقرُ يُمرِضُ والمرضُ يُفقِرُ، وهكذا دواليك

    اللورد العاطفي ذو الالتزام اليساري

    هل يمكن أن أتحول إلى شخص عنيف للغاية؟

    آمنة وجولي مقابل أمينة ودولي، ونصيب كل منهنَّ مِن الأفكار التلقائية السلبية (الجزء الأول)

    آمنة وجولي مقابل أمينة ودولي، ونصيب كل منهنَّ مِن الأفكار التلقائية السلبية (الجزء الثاني)

    أكاذيب إبريلية لافتة

    لغة الجسد في عالم الدبلوماسية وغير ذلك

    أهذا أنت يا جمال؟ أم هو جهازك الحوفي؟ (قصة جمال)

    وراء كل استقالة لجنرال امرأة

    الربط بين السعادة والذكاء

    ابن خلدونعبقري التربية وفلسفة المعرفة

    نظرية في أساس توجهات كُتَّاب الرأي العرب

    مفردات الألوان كصفات لأحوال الإنسان عند الإنجليز

    شخصية الكابتن هينز البلطجية

    متلازمة ديكا دوكا‎

    الشطط والانتقائية في حرية التعبير

    الاكتشافات البحثية والصُّدف

    في كتابة التاريخ والتأمل فيه

    محفزات الارتقاء الحضاري

    الإيثار في أسمى تجلياته (قصة محمود)

    عدننة مفردات إنجليزية عبر هندنتها

    الفروق وأسسها بين عدننة وبدونة مفردات الإنجليزية

    الحب لا يتلاشى أو يقل إن تزايد استخدامه‎

    جلد الذات والنظرة الانهزامية

    الطبل الذي كاد أن يعطِّل مسارًا حضاريًّا

    الديمقراطية المنقوصة

    المرض والحرب رفيقا سوء متلازمان

    مزحة مكلفة أو شوفينية متأصلة ضد النساء

    الفصل الثاني: في التطبيب والأخلاقيات الطبية

    الموافقة المستنيرة (قصة أحمد)

    الموارد لتوفير الرعاية الصحية

    مدى تطبيق المبادئ الأخلاقية في توزيع الموارد لتوفير الرعاية الصحية

    هشام مع التدخين (قصة)

    هل الأخلاق عالمية؟ أم نسبية؟

    أعراض مرضك قد تعكس ثقافتك

    بعض أسئلة الأطباء ومدلولاتها

    لمحات حول تاريخ زراعة الكُلى في العالم العربي وروادها

    الطفل نورمان مِن أب واحد وأُمَّيْن

    العلة المتربصة بمليار مِن الناس

    عودة الفتاة السيبيرية الجميلة بعد أربعين ألف عام

    استعمال نموذج كانو للبحث في رضاء المرضى

    أسئلة الأطباء المتكررة

    كروموسوم واي وسلالة الإنسان

    السلالات الإنسانية وترحالها وتمازجها

    الفرق بين الفشل الكلوي المزمن

    والفشل الكلوي الحادّ وطريقة تشخيصهما

    بعض أسئلة الأطباء ومدلولاتها (للأمراض الوراثية)

    إطار الحدود المهنية المقبولة أخلاقيًّا

    إن كنتَ تنعم بالسمات التالية *** فأبشِر بطول سلامة يا قارئي

    توصيات المريض المسبقة

    تجلِّي الإعجاز الإلهي في صفات الخلايا الجذعية

    الطبيب وأقارب المريض

    مدخل إلى مبادئ القرارات الأخلاقية في الطب (قصص زيد وعبيد)

    تأثير المستوى المعيشي على معدَّل وقوع ووطأة الأمراض

    مرض إيبولا والدكتور جونسن

    الأعراض المرَضية واختلاف أهميتها وثقلها بين المرضى

    الفصل الثالث:الطب والأدب

    الجاحظ وأمراضه

    الطعام بين الطب والأدب

    المؤذِّن في مالطة

    الاكتئاب بين الطب والليل وشعراء العرب

    السعادة بين الأغاني والأدب

    الشاعر لُطفي جعفر أمان يتحدث عن

    مرضه الأخير، واستنتاجي لطبيعة المرض

    يوم القديس فالنتين؟ أم يوم جرير؟

    تشخيصات طبية في الأدب العربي والإنجليزي

    الفصل الرابع: ذكريات الدراسة في بريطانيا

    الرحلة إلى المجهول

    ذكريات 1 شارع هانس كرسينت أول مبنى أنام فيه في بريطانيا

    أول أيامي في مدرسة سفن أوكس التقليدية الصارمة

    الانعكاس البافلوفي لرنين أجراس الكنيسة

    في ذكرى أغنية في كل أركان العالم

    العنصرية التي واجهتُها

    الأنشطة المدرسية خارج المنهج والسيدة مكنيل

    شغفي للدراسة في بريطانيا

    ظواهر اجتماعية إنجليزية لافتة وفريق وستهام

    مقابلتي للفيلسوف البريطاني جرمي بنثام

    وجهًا لوجه بعد قرن مِن وفاته

    خصوصية الأطباء العموميين

    مشيي اليومي بين صواب وخطأ

    في ذكرى والدتي

    مكرسة لزوجتي الرائعة

    في ذكرى مشاهد مِن أعياد

    الكريسماس في ميدان الطرف الأغر

    تمسُّك البريطانيين بتقاليدهم

    طلبة شارع جاور اللا دينيون

    الفصل الخامس: تعريب لأغانٍ إنجليزية مشهرة

    آه لعزلة الرجل مِن دون الحب

    أنا شمسُ صباحِكِ وأنتِ قمرُ ليلِي

    وستداعبُ موسيقى برقَّة أذنيك دون عناءٍ دون مشقَّة

    سأحتفلُ بحبي لكَ هذه الليلة

    لا.. لن أقعَ في الحبِّ مرةً أخرى

    مِن أجْلِ ما فاتَ مِن الأوقاتِ الجميلة

    حبي لكم هو أكثرُ دفئًا مِن أشعةِ الشمسِ

    الساطعة.. أكثرُ نعومةً مِن تنهيدةٍ حالمة

    همسات العندليب

    آخرُ وردِ الصيف

    وُلِدتُّ حُرًّا

    عذاب الرحيل

    في كلِّ أركانِ العالَم

    أغنية أني

    حانَ الوقتُ لأقولَ وداعًا

    على قمةِ العالَم

    الحبُّ يُغَيِّرُ الأشياء

    الفصل السادس: تأمُّلات متنوعة

    النابغة الحشاش

    مَن كَتَبَ الكتابَ المقدَّس المعتمد كنسِيًّا؟ (الجزء الأول)

    مَن كَتَبَ الكتاب المقدَّس المعتمَد كنسِيًّا؟ (الجزء الثاني)

    مَن كَتَبَ الكتاب المقدَّس المعتمَد كنسِيًّا؟ (الجزء الثالث)

    ما الرابط بين جابر بن حيان واللغة الهولندية؟

    هل هناك علاقة بين الفقه الإسلامي والقانون الإنجليزي؟

    مدرسة رائدة في الجزيرة العربية (الجزء الأول)

    مدرسة رائدة في الجزيرة العربية(الجزء الثاني)

    مدرسة رائدة في الجزيرة العربية (الجزء الثالث)

    متى يمكن الوثوق بنتائج استبيانات الرأي؟

    مِن الخطب المؤثرة والشهيرة في القرن العشرين

    عبدالله أحمد السياري

    عبد الله أحمد السياري هو أستاذ الباطنة في جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية في الرياض، ورئيس قسم أمراض وزراعة الكُلى في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية في الرياض.

    تحصَّل على منحة لدراسة المرحلة الثانوية في بريطانيا، تأهَّل بعدها للالتحاق بالكلية الجامعية – جامعة لندن لدراسة الطب – ونظرًا لتفوقه في المراحل الأولى اُختير لدراسة الكيمياء الحيوية قبل التحاقه بالمرحلة الطبية السريريةـ

    تحصَّل على شهادة البكالوريوس (مع مرتبة الشرف) في الكيمياء الحيوية، وبعدها واصل دراسة الطب في نفس الجامعة، وحصل على بكالوريوس طب، وبكالوريوس جراحة بدرجة الشرف، والأول بين كل خريجي الجامعة في تلك السنة، ثم حصل على درجة الدكتوراه في الطب مِن جامعة لندن، وكانت أطروحة الدكتوراه في الطب هي أمراض دورة الدم الكلوية الدقيقة المرتبطة باستعمال الاستروجين- أسبابها وأهميتها الوظيفية.

    كطالب في الطب، حصل على منحة التميز لدراسة بكالوريوس العلوم في الكيمياء الحيوية في جامعة لندن، ومنحة ماكغراث (مستشفى الكلية الجامعية، لندن) في طب النساء والولادة، وسام فيليب سيث بيلاسكو (مستشفى الكلية الجامعية، لندن).

    حصل الدكتور السياري على عضوية الكليات الملكية لطب الباطنة (المملكة المتحدة)، وكذلك زمالة الطب الباطني مِن الكليات الملكية للطب الباطني في لندن وإدنبره، وزمالة الكلية الأمريكية لأطباء الباطنة.

    كما حاز الأستاذ السياري على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة شفيلد هالام في إنجلترا.

    بعد الانتهاء مِن تخصصه في المملكة المتحدة، عمل في كلية الطب في الكلية الجامعية بجامعة لندن كمحاضر وكبير المسجلين قبل أن يعود إلى المملكة العربية السعودية للعمل كمدير أقسام أمراض الكلى والدراسات العليا والأكاديمية في مستشفى القوات المسلحة بالرياض قبل الانتقال إلى منصبه الحالي في جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية ومدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالرياض.

    حصل الأستاذ السياري على جائزة المنصورة المرموقة التي تصدرها الأكاديمية المصرية للعلوم ووزارة التعليم العالي المصرية عام 2004.

    حصل الأستاذ السياري على جائزة الباحث الأول في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية لعام 2011 م.

    وهو عضو سابق في الجمعية الدولية لأمراض الكلى، ورئيس اللجنة الفرعية المعنية بالتقدم العالمي لأمراض الكلى (كومغان) في الشرق الأوسط، وعضو لجنة التعليم التابعة للكومغان.

    هو أيضًا رئيس سابق للفصل العلمي للجمعية العربية لأمراض الكلى والزرع الكلوي، ورئيس اللجنة العلمية للجمعية السعودية لأمراض الكلى، وهو رئيس اللجنة الوطنية السعودية لزراعة الكلى.

    الأستاذ السياري هو رئيس تحرير المجلة السعودية لأمراض الكلى وزرع الأعضاء، وهو في هيئة التحرير مِن خمس مجلات عالمية تتناول أمراض الكلى والغسيل الكلوي و/ أو الزرع الكلوي.

    كما عمل كمحرر زائر للمجلة الأمريكية إجراءات زراعة الأعضاء ومحرر مشارك زائر لمجلة دوريات الزراعة.

    وقد ألف الأستاذ السياري عشرة كتب، ونشر مائتين وتسعةً وعشرين بحثًا علميًّا.

    اهتماماته البحثية الرئيسة هي في القضايا السعودية المتعلقة بزرع الكلى، وغسيل الكلى، وكذلك في أخلاقيات الطب ومركزية المريض.

    الإهـــــداء

    لأولادي وأحفادي.. مصادري للثقة بالنفس، وفهْم طبيعة الحياة.

    حقوق النشر ©

    عبدالله أحمد السياري (2021)

    يمتلك عبدالله أحمد السياري الحق كمؤلف لهذا العمل، وفقًا للقانون الاتحادي رقم (7) لدولة الإمارات العربية المتحدة، لسنة 2002 م، في شأن حقوق المؤلف والحقوق المجاورة.

    جميع الحقوق محفوظة

    لا يحق إعادة إنتاج أي جزء من هذا الكتاب، أو تخزينه، أو نقله، أو نسخه بأي وسيلة ممكنة؛ سواء كانت إلكترونية، أو ميكانيكية، أو نسخة تصويرية، أو تسجيلية، أو غير ذلك دون الحصول على إذن مسبق من الناشرين.

    أي شخص يرتكب أي فعل غير مصرح به في سياق المذكور أعلاه، قد يكون عرضة للمقاضاة القانونية والمطالبات المدنية بالتعويض عن الأضرار.

    الرقم الدولي الموحد للكتاب 9789948255543 (غلاف ورقي)

    الرقم الدولي الموحد للكتاب 9789948255567 (كتاب إلكتروني)

    رقم الطلب:MC-10-01-7113946

    التصنيف العمري:17 +

    تم تصنيف وتحديد الفئة العمرية التي تلائم محتوى الكتب وفقًا لنظام التصنيف العمري الصادر عن المجلس الوطني للإعلام.

    الطبعة الأولى (2021)

    أوستن ماكولي للنشر م. م. ح

    مدينة الشارقة للنشر

    صندوق بريد [519201]

    الشارقة، الإمارات العربية المتحدة

    www.austinmacauley.ae

    202 95 655 971+

    المقدمة

    يحتوي هذا الكتاب على مجموعة من المقالات القصيرة التي كتبها المؤلف على مرِّ السنين، وفيها يحاول فهم الطبيعة البشرية كما رآها واختبرها بعد أن عمل كطبيب لفترة طويلة، وأستاذ جامعي، وباحث، ومعني بالأخلاقيات والأنثروبولوجيا الطبية.

    والكتاب في عدة فصول.. يتناول الفصل الأول طبيعة التواصل بين الناس والطبائع البشرية، بما في ذلك أصناف الإصغاء الفعال، الربط بين السعادة والذكاء، أساس توجُّهات كتاب الرأي العرب، مفردات الألوان كصفات لأحوال الانسان عند الإنجليز، الاكتشافات البحثية، والصدف والأفكار التلقائية السلبية، وغير ذلك.

    الفصل الثاني يحتوي على مقالات حول التطبيب والأخلاقيات الطبية بما في ذلك أسس الموافقة المستنيرة، مدى تطبيق المبادئ الأخلاقية في توزيع الموارد لتوفير الرعاية الصحية، هل الأخلاق عالمية أم نسبية، وكيف تعكس طبيعة الأعراض المرضية ثقافة المريض؟ ولمحات حول تاريخ زراعة الكلى في العالم العربي وروادها وغير ذلك.

    الفصل الثالث يتمحور حول الطب والأدب، وفيه يكتب المؤلف عن أمراض الجاحظ، الاكتئاب بين الطب والأدب، والتشخيصات الطبية في الأدب العربي والإنجليزي، وغير ذلك.

    درس المؤلف في إحدى مدارس وإحدى جامعات بريطانيا، وفي الفصل الرابع من الكتاب يتأمل المؤلف في تجربته وذكرياته أيام دراسته هناك.

    وفي الفصل الخامس نجد الترجمة الشخصية للمؤلف لأغاني إنجليزية مشهورة.

    وفي الفصل الأخير نجد بعض التأملات المتنوعة، فيصف المؤلف ما اكتشفه مِن متلازمات ذات صبغة اجتماعية ذات نكهة محلية، كما يستحضر بعض المرضى الذين تعلم منهم الكثير عن الطبع الإنساني.

    الفصل الأول: في التواصل الإنساني وطبيعة البشر

    الإصغاء الفعال وأصنافه

    الإصغاء بتمعُّن ومصداقية واهتمام يشيع الطمأنينة والثقة بالنفس لدى المتحدث، ويستدعي لديه إمكانات وطاقات لم يكن يعرف مكنونها، ويطلق مشاعر يفيده إطلاقها، ودرجة إطلاق هذه الطاقات – كمًّا وكيفًا – تزيد بدرجة مقام ومركز وأهمية المُصغي بالنسبة إلى المتحدث، كأن يكون طبيبه أو أستاذه، أو رئيسه، أو أباه، وقد قال الطبيب الشاعر الأمريكي (أوليفر وندل هولمز) ما يمكن أن يعني بأن المعرفة تؤسس للحديث، والحكمة تؤسس للإصغاء: وأنا هنا أتحدث بما أسمِّيه الإصغاء الفعَّال، أو الإصغاء المؤثِّر.

    وقد انتبه أطباء واختصاصيُّو النفس لذلك، فجعلوا الإصغاء الفعال أو الإصغاء المؤثر حجر الزاوية في تقييم المريض وعلاجه.

    وانتبه اختصاصيّوُ الاجتماع لذلك أيضًا، فأوصوا به في تعامل الآباء والأمهات مع أطفالهم مهما كانت أعمارهم، وانتبهوا إليه كذلك فجعلوه – أي الإصغاء الفعَّال – أساسًا مِن أسس جلسات العصف الذهني وأسلوبًا مِن أساليب وساطة حل النزاعات، حتى إن بعض خبراء المفاوضات الصعبة ومتدخلي الأزمات يرون في الإصغاء الفعال سندًا ومساعدًا وعونًا.

    واللافت أيضًا أن أهمية الإنصات والإصغاء ولج إلى عالم السياسة وعالم إدارة الأعمال والتجارة، وقد اهتمَّ السياسيون وأهل التجارة بأمر الإصغاء لأسباب مشتركة، إذ إن العالَمَيْن (عالم السياسة وعالم إدارة الأعمال) همُّهُما –في آخر المطاف – كسْب الشهرة، وتحقيق الفائدة، ولا يتم ذلك إلا بإرضاء مشتري السلعة أو الخدمة (وتلك في حالة السياسي تعني كسْب الأصوات في الانتخابات).

    وإن أردتَّ أن ترى أمثلة للاستفادة الفاعلة للإصغاء كأداة للنجاح في السياسة، فما عليك إلا أن تشاهد مقاطع فيديو تُريك كيفية الإصغاء التي يستعملها مَن يُعتبرون الآن أكثر السياسيين شهرة في التاريخ الحديث في التواصل، مِن أمثال ريجان، وتشرشل، وأوباما، وكلينتون، وبلير

    وفي عالم التجارة الآن مؤلفات كثيرة ونصائح عديدة حول أهمية الإصغاء خاصةً في عالم المبيعات، فالبائع الحذق يستفيد مِن الإصغاء في معرفة طبيعة العميل الذي هو في طور اقتناصه وسمات رغباته وحاجاته، ومِن ثم استغلال ذلك في إتمام الصفقة، وهو في ذلك يستعمل – إلى درجة ما – مزيجًا ممَّا أسميهما الإصغاء الإيحائي والإصغاء الجوارحي، ولكنه في حقيقة الأمر يركن في الأساس إلى ما أسمِّيه أسلوب الإصغاء الانتهازي أوالإصغاء المرتزقي، وسأعود إلى هذه الأنواع المختلفة مِن الإصغاء النشط لاحقًا في المقال.

    والإصغاء ليس فعلًا سلبيًّا، بل هو إيجابي، وأرقاه هو ما أسميه الإصغاء الفعال، ولا أشك للحظة أن عامل الوقت وقلته –لدى الطبيب المشغول – هو أحد الأسباب في قصور التواصل، ودنو جودته بين الطبيب ومريضه، إلا إنه ليس العامل الوحيد، بل لعله – حتى – ليس العامل الحاسم في ذلك.

    العامل الحاسم –في نظري – هو فن الإصغاء وجودته، وقد قُسِّمَتْ مكوناته إلى أصناف عدة:

    1- الإصغاء الإيحائي، أو الإصغاء التحفيزي، وهذا أكثر ما يكون نافعًا، وأشد ما يكون تأثيرًا عندما يكون المراد تأييد موقف المتحدث وحثه على اتخاذه.

    وفي حالة التواصل بين الطبيب والمريض يثبت هذا الصنف جدواه عند أخْذ المريض قرارًا مستنيرًا للتدخل الطبي مِن عدمه، وهذا النوع مِن الإصغاء دائمًا ما يتخلله هز خفيف للرأس، وابتسامات خفيفة ومشجعة مِن المصغي يعبِّر بها عن التأييد لما يسمعه.

    2- الإصغاء الحيوي، أو الإصغاء الجوارحي، وهذا أكثر ما يكون نفعًا، وأشد ما يكون تأثيرًا عندما يكون المراد التعبير عن المواساة مِن أعماق المصغي، وفي حالة التواصل بين الطبيب والمريض يثبت هذا الصنف جدواه بعد أن يبلغ الطبيب المريض أو أقرباءَه خبرًا محزنًا.

    هذا النوع مِن الإصغاء دائمًا ما يتخلله كلمات محدودة مِن المصغي ذات طابع روحاني، وقد يستعمل فيها المصغي أصنافًا مِن اللغة الجسدية كالاحتضان، أو وضْع يده على كتف المتحدث أو على يده.

    3- الإصغاء التبادلي، أو الإصغاء التشاركي، وهذا أكثر ما يكون نفعًا، وأشد ما يكون تأثيرًا عندما يكون المراد التعبير عن التعاطف أو "التقمص الوجداني، وفي حالة التواصل بين الطبيب والمريض يثبت هذا الصنف جدواه عندما يبدي المريض أو أقرباءَه مشاعر قوية ومتضاربة، كالحزن، والغضب، والخوف، وخيبة الأمل، والإنكار، وهذا النوع مِن الإصغاء دائمًا ما يتخلله كلمات محدودة مِن المصغي يعبر بها عن الفهم بما في ذلك إعادة بعض جمل المتكلم في صيغة سؤال أو تأكيد.

    4- الإصغاء الانتهازي، أو الإصغاء المرتزقي، وهذا أكثر ما يكون نفعًا، وأشد ما يكون تأثيرًا عندما يكون المراد استغلال المتحدث لعمل شيءٍ ما فيه مصلحة للمنصت بالدرجة الأولى (وإن كان هنالك أيضًا فائدة للمتحدث)، ويُستعمَل هذا الأسلوب في إصغاء السياسيين لإعلاء شعبيتهم، ويستعمله أيضًا الباعة للترويج لسلعتهم، وتحفيز شرائها، وفي حالة التواصل بين الطبيب والمريض يثبت هذا الصنف جدواه في إطار الطب التجاري.

    هذا النوع مِن الإصغاء دائمًا ما يلازمه هز شديد، ومتكرر للرأس، مع ابتسامات عريضة من المصغي توحي بالإعجاب.

    ويجب التنويه على شيئين مهمَّين هنا، وهو أنني عندما أتحدث عمَّا سميته الإصغاء الفعال بأصنافه الأربعة، فإنني أقول:

    1- إن هناك نوعًا آخر مِن الإصغاء- الذي في الحقيقة ليس بإصغاء، ولهذا لا أدرجه هنا، وهو ذاك النوع الذي يتبادر للذهن فيه أن إصغاءً حاصلًا بينما لا شيء مِن هذا واقعٌ بالفعل، وكما قال الطبيب النفساني م. سكُت بِك: لا يمكنك أن تصغي، أو تدعي أنكَ تصغي وأنتَ تفعل شيئًا آخر في الوقت نفسه.

    2- إن كل ما ذكرتُه حول الإصغاء الفعال ينطبق على التواصل بشتى أنواعه وصفاته، وليس فقط عندما يكون الأمر متعلقًا بعلاقة الطبيب بمريضه كما حاولت إيضاحه.

    التعاطف أو التقمص الوجداني (قصة صفية)

    تشكو صفية مِن تقيؤ متكرر يلازمه مغص مزعج في أعلى البطن يستمران عادةً ليومين، ثم يختفيان لعدة أيام، ثم يعودان بعدها، وهكذا.. وقد بدأت هذه الأعراض منذ سنة.

    زارت صفية أطباءً كثيرين، وخضعتْ لفحوصات عديدة، ولم يتوصل الأطباء إلى تشخيص مقنع لها، وسأعود إلى قصة صفية في آخر المقال.

    التواصل وجودة العلاقة بين الطبيب والمريض أساسي للوصول إلى التشخيص الصحيح، ومهم لالتزام ومثابرة المريض بنصائح وتوجيهات طبيبه.

    وقال مايكل بالينت مخاطبًا الطبيب: أكثر الأشياء تأثيرًا على المرضى هو علاقتك بهم، عند قبولك لمعاينة مريض فإنك تصبح جزءًا مِن علاجه. فتوخَّ الحذر واستخدم نفسك بحكمة.

    وجودة وفاعلية التواصل بين الطبيب والمريض يؤسس على ركائز عدة، أهمهما اثنتان:

    الأولى: هي الإصغاء، وهي أن ينصت الطبيب لما يقوله مريضه دون أن يقاطعه لمدة زمنية معقولة.

    أثبتت البحوث في الولايات المتحدة أن معدل الوقت الذي ينصت خلاله الطبيب لمريضه في بداية المقابلة قبل أن يقاطعه لا يزيد عن اثنتين وعشرين ثانية، كما دلتْ البحوث إلى أن الطبيب يعتقد أنه يتواصل مع المريض بفعالية عندما يتحدث إليه، ويشرح له وينصحه، بينما يرى المريض أن فعالية التواصل تتجلى وترتبط بقدر زمن وحميمية الإصغاء مِن قِبَل الطبيب.

    وقد قيل: لقد أُفسِدَت محاولات كثيرة للتواصل بكثرة الكلام (روبرت جرينليف).

    الإصغاء للمريض وإعطاؤه الفرصة الكافية لقول ما يريد قوله يجعلانه يحس أن طبيبه يشعر بأهميته له، وهكذا تُولد الثقة، وهذا أول الطريق للتشخيص السليم وللعلاج الفاعل.

    وقد قال الطبيب المشهور (وليام أوزلر): مِن المهم معرفة الرجل الذي أصابه المرض بنفس مقدار معرفة المرض الذي أصاب الرجل.

    الركيزة الثانية: هي التعاطف أو التقمص الوجداني الذي يختلف عن المواساة، فالأولى رد فعل وتصرف معرفي وجداني سلوكي مِن قِبل الطبيب لتجربة (محنة) المريض، والتالية رد فعل وتصرف عاطفي مِن قِبل الطبيب لتجربة (محنة) المريض.

    التقمص الوجداني يُستشف منه تفهم الشعور الذي يمر به المريض، ومِن ثم إيصال هذا التفهم إلى المريض ومشاطرته فيه، بينما المواساة يُستشف منها الشفقة على المريض، وشتان بين الاثنين في تأثيرهما على علاج المريض ونفسيته، ومتن علاقته مع طبيبه.

    كيف إذًا يمكن للطبيب أو غير الطبيب أن يطور قدراته في التقمص الوجداني؟

    أحد المداخل الرئيسة لذلك هو الإدراك والوعي الكاملين بالتلازم الحياتي بين المحن عمومًا، والمحن الصحية تحديدًا مع شتى أنواع المشاعر القوية والمتضاربة، كالحزن، والغضب، والخوف، وخيبة الأمل، والإنكار، والمطلوب في هذه الحالات تفهم هذه المشاعر، وحتى إن بدت مبالغًا فيها أو أنها غير منطقية، بل يجب على المتداخل استجلاؤها مِن المريض أو أقاربه، كأن يسأل عنها، ويستدرج المريض إلى الإفصاح عنها.

    وقام بعض الباحثون بتطوير أدوات لقياس درجات التقمص الوجداني، وباستعمال هذه الأدوات تبين أن الطبيبات أعلى درجة مِن الأطباء، وأطباء الباطنة أعلى درجة مِن الجرَّاحين، والأطباء العاميون أعلى درجة مِن بقية الأطباء.

    وقد أفادت البحوث أن الطبيب الذي يتحلى بقدرات في التواصل عمومًا وبالتقمص الوجداني خاصةً هو أكثر احترافية، ولديه علاقة متينة وإيجابية مع مرضاه، كما أن هذه القدرات ينتُج عنها تشخيص أكثر دقة، وامتثال المريض لنصائح وإرشادات الطبيب، وتعزيز رضاء المريض في طبيبه، وتعزيز الرضاء الوظيفي لدى الطبيب.

    وعودة إلى صفية.. فبعد سنة مِن الزيارات لعيادات الأطباء دون فائدة تُذكر، قُدِّر لها أن تزور طبيبة أتاحت لها الوقت للخوض في أعراضها، وكانت الطبيبة ممَّن يحسنون فن الإصغاء، ولديها قدرات في التواصل والتقمص الوجداني، فاكتشفتْ مِن أول زيارة بأن الأعراض التي تصيب المريضة تحدث في عطلة نهاية الأسبوع، وتختفي في بقية الأيام، وهو الوقت الذي تلاقي فيه حماتها عند تبادل الزيارات، وعند الغور حول ذلك اكتشفتْ أن حماتها تعايرها باستمرار عن كونها لم تحمل برغم زواجها مِن ابنها بمدة تجاوزت خمس سنوات.

    التعميم في الحكم على الأشياء والناس

    آفة شائعة يغلب عليه الجور

    يعتقد كثير مِن المحاورين والكتَّاب أن أقوالًا فيها تعميم في الاستنتاج أو الفرضية تضفي قوة ومتانة لمواقفهم وطروحاتهم، والحقيقة والواقع والتاريخ يدحض ذلك.

    في الأبحاث العلمية – ومنها الطبية – لا يمكن للعالِم أن يقول إن ما استنتجه مِن أبحاثه يمكن تعميمه على كل المرضى.. دعنا نأخذ مثلًا على ذلك، إنْ وجد هذا العالم أنَّ علاج (أ) أكثر فاعلية وأثرًا إيجابيًّا في مرض الذئبة الحمراء مثلًا مِن العلاج (ب) فليس في استطاعته أن يقول إن علاج (أ) سيكون فاعلًا في كل المصابين بذاك السقم، كل ما يستطيع قوله هو أنه جرَّب علاج (أ) في عينة عشوائية كبيرة تعكس خواص وصفات ودرجات الذئبة الحمراء في المجتمع، ووجده مؤثرًا في 70% مِن المرضى، بينما وجد أن علاج (ب) أثَّر إيجابًا في 25% مِن المرضى فقط، ثم إنه وجد أن الفرق بين العلاجين وصل إلى ثبوت مستوى الدلالة الإحصائية بينهما.

    الباحث ليس في إمكانه علميًّا أن يحدد أي العلاجين سينفع في زيد أو عبيد، أو أنهما سينفعان في إثنيات لم تحتوِ عليها هذه العينة العشوائية.

    العاقل وكاتب الرأي لا ينبغي له أن يستعمل التعميم، ومَن يستعمله فإنما أن يكون محرضًا لرأي، ومنحازًا له دون تمحيص أو تدقيق، أو أن يكون غير قادر على وزن الأمور وترجيح الأصلح بينها، ولا بد مِن التنويه أن عامة الناس يميلون إلى التعميم؛ لأن هذا يريحهم مِن عبء التفكير والموازنة بين الأشياء، ويسهل عليهم توزيع صكوك اللوم مِن جهة، وشهادات التقدير مِن جهة أخرى براحة بَالٍ مستفيضة.

    ثم إن التعميم والتنميط السلبي ضد أي فئة يسهل للمنحاز أو الجاهل التعسف ضد كل مَن هو مِن تلك الفئة دون أن يشغل باله في التفكير بسوء عمله.

    إن أي تعميم أو تنميط يُطرح – عندما يتعلق الأمر بشئون المجتمع – دائمًا يجافي الحقيقة، فحقيقة الأمور في طبائع الأشياء والإنسان أنها لا تستقيم على رأي أو منطلق أو شكل واحد، وتلك سنة الله في أرضه وعباده، وإن لم يكن الأمر كذلك لتباطأت حركة التاريخ، ولتخاذل تقدمه.

    والتعميم قد يكون مدحًا، كأن يُقال: الصينيون كلهم أذكياء، أو قدحًا، كأن يُقال: البولنديون كلهم أغبياء، أو يكون مدخلًا لتنميط إثنيّ ما، كأن يُقال: العرب كلهم إرهابيون، أو الأفارقة كلهم كسالى.

    والتعميم والتنميط في حالة المدح والقدح لا يصيب خاصةً إن كان القصد ذا منحى اجتماعي.

    التعميم ضروري وحتمي ومقبول فيما يتعلق بثوابت الدين والشرع، وفيما أمر به الله، أو نهى عنه.

    وقد يكون المدح المعمم قابلًا للنقاش والتمحيص إذا قيل بصيغة أخرى، كأن يُقال: كل الصينيين الذين قابلتهم كانوا أذكياء، أو أن يكون القدح المعمم قابلًا للنقاش إذا قيل بصيغة: كل الأوربيين الذين قابلتُهم كانوا جافي المزاج، فأنت في هاتين الحالتين تعبر عن رأي خاص بك وحدك، وصلتَ إليه بتجربتك الخاصة، وقد تكون محقًّا فيما قلت أو قد لا تكون، وقد تكون صادقًا فيما قلت أو كاذبًا، فأنت هنا تحدد مدحك أو ذمك في مجموعة مِن الناس شاء لك حسن أو سوء حظك أن تقابلهم، أما التعميم التنميطي فلا مكان له في أي حال مِن الأحوال.

    هناك حيز ضيق يكون التعميم فيه مقبولًا، وهو في الأمور البديهية التي لا تحتوي على أحكام قيمة أو تقديرية ذات صلة بالاجتماع، ومِن ذلك أن تقول: كل القطط تمشي على أربع أرجل، أو أن تقول: في كل الأيام تطلع الشمس مِن جهة الشرق، فتلك تعميمات مرتبطة بواقع ملموس لا يحتمل الشك أو الجدل فيه، فكل متفق عليه عن تجربة وملاحظة.

    مِن مخاطر التعميم في المجال الاجتماعي هو الوصول إلى الحل أو الاستنتاج الخاطئ، وكذلك إلى ظلم يصيب شخصًا أو فئة دون جريرة.

    والتاريخ يرينا حالات مِن التعميم والتنميط كانت نتائجها مؤسفة على أقل تقدير، وأحيانًا كارثية، ومِن ذلك ما يقال في كثير مِن مواقع غربية بأن المسلمين كلهم إرهابيون، وما تلى ذلك مِن ظلم نزل عليهم، أو كما كانت تقول الكنيسة الكاثوليكية عن المسلمين أثناء الحروب الصليبية بأن كل المسلمين أقل درجة مِن الحيوانات، وما نتج عن ذلك مِن سفْك للدماء، وهتْك للأعراض، أو ما كانت بعض الكنائس المسيحية تنعت السود به في القرون الوسطى بأنهم ليسوا آدميين، وليسوا مِن أبناء الله – بحسب اعتقادهم – ممَّا سهَّل عليهم إحلال القمع والظلم والعبودية على السود دونما ندم أو تأنيب ضمير.

    أما الإسلام فقد كان واضحًا في ذم الظلم عمومًا، والظلم المبني على التعميم الظالم، ومِن ذلك قوله تعالى:

    ﴿يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1